للحب وأشياء أخرى
أحمد حسين أحمد
تطــلبني حبيبتي للمرّة الأولى على الجـوّال
تسـألُ عنّـي لحظةً ، ..... وانقطع السؤال
..............................
وأعلمـــتني الــريحُ أنّــها مريضةٌ
بالحبِّ ما تزال
وأنّهــا ستهــربُ اللـيلة من حرّاسها لتعبر الجبال
صعـداً إلى القلبِ وأرض الحور
فأمطَرَ القلـــــب عناءً وانجلى المستور
دوّنتُ عشقي فـــوق ســـنديانةٍ عتيقةٍ كانت بلا أوصال
فـي الـــــغابةِ السـوداءِ بعد الغزوِ
أنقشُ المحال
مستذكراً آشور بانيبال
وجحفل الجنود بين نينوى والسور
يسوقُ قرص الشمس بالأغلال
وآخر الأطلال
رأيتُ قاع النهر ينزع العبيدَ والجواري الحسان
ســمعتهم في صوتها المخنوق بالجوّال
يــبكون بالمجّان
يـرتّلـــون حـــزن عاشقٍ راودهُ الغندور
ترنيمــةَ الـنسّـاكِ في آشور
فأرعدت في جسدي بوابة العصور
وسَــرَّ في أذن الندى مصراعها الرنّـان
أنّ الهوى مستترٌ في نيسم اليخضور
لنهرب الليلة يا حبيبتي
فالملك الـمـخلوع في آشور
منتهكٌ مأسور
وفرّت الغزلان للصحراء
والغربان
نامت على منابع الغدران
وافتُـتحــت مــــنابرٌ للقتلِ بالساطور
وانتشر البعوض في البستان
لنهرب الليلة َ قبل مصرع الديجور
فالحبُّ بعد السبي ممنوعٌ وبثّ الشوق ،
جريمةٌ يطالها القانون
والقمرُ العرجون
ألقى به الأغرابُ في غياهب السجون
لنهـــــرب الليلة أو نضلّ في العراء
أو تطلبيني مـرّةً أخرى على الـجوّال
عساهُ يغنينا عن الترحال
ألمانيا ٢٢/١/٢٠٠٦