قلمي يودعني
18 \ 5 \ 2003 \
*******
كفى إياك أن تكتبْ
تعبتُ فكيف لم تتعب!!!
نضبتُ وجف بي حبري
فقل لي كيف لم تنضب!!!
بكيتَ فكنتُ دمع العين
ساعة دمعها يُسكب
وأرقني عويل الندب
تشييعا لمن تَندُب
فلم تشفق على أرقي
ولا نمتَ لكي أهرب
وعشتَ الحب مثل الناي
يُبكِي عندما يَطرَب
فكنتُ لسانك الغريد
لاأشجى ولا أعذب
وشاخ هواك فاستذكرتَ
عهد شبابه الأخصب
وكان عليّ في الحالين
أن أسقِي وأن أشرب
ولم تأبه لتحميلي
مرير عتاب من يعتب
حملتُ مهمة التحليق
في آفاقك الأرحب
وكان خيالك الوثاب
أجنحتي التي تَضرِب
********
عشقتَ وخبتَ فاحترقت
يداي كأنني المذنب
وأدمنتَ الهجاء المر
للسلطان لاترهب
فنلتُ عقوبة الإعدام
عنك ولم أجد مهرب
ولولا أنني الأبقى
ولولا أنني الأصلب
لكنتُ اليوم في لحدي
وكنتَ عجزتَ أن تَكتُب
*******
أتسمع يارفيق العمر
نصح الناصح الأصوب!!!
تجنب لوثة الشعراء
مثل تجنب الأجرب
فإن الشعر أمسى اليوم
بيتا كاد أن يخرب
تُلامُ به إذا جاءت
قوافيه كما أوجَب
وإن غازلتَ غير الله
أُخرِجتَ من المذهب
وإن عارضت سلطانا
فرقبتك التي تُضرَب
وشعرُ المدح تدجيل
أمَدَّاحٌ ولا يكذب؟؟؟
وحين تريد تحريضا
لشعب شئتَ أن يغضب
تراه غارقٌ في الصمت
خوف الحالة الأصعب
وحين تكرر التحريض
يصرخ فيك أن تَغرِب
وشعرُ اليوم هلوسة
تُصنِّفها كما ترغب
كلامٌ غيرُ مفهوم
يقال لنا ولا يُعرِب
فتلميحٌ لتلميح
كعورة مُحرَم تُحجَب
*******
رفيقَ العمر لاتحزن
إذا قررتُ أن أذهب
خلاصُ المرء أن ينأى
إذا أشقاه أن يقرب
*********
محمد حيدر- بيروت 18\ 5\ 2003\