|
مَرْضِيَّةُ الْحُبِّ رُوحِي وَاسْلَمِي |
فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ عِيِشِي وَانْعَمِي |
مُذْ كُنْتِ لَازِلْتِ حُلْماً صَافِياً |
أَلْمَاسَةٌ فِي خَبَايَا الْمُظْلِمِ |
تِلْكَ الْبَشَاشَةُ فِي وَجْهِ الضِّيَا |
لَا تَنْمَحِي رُغْمَ حُزْنٍ مُؤْلِمِ |
دُنْيَا الْحَدَائِقِ تَبْقَى لَوْحَةً |
أَصْفُو بِهَا فِي حَيَاةِ الْمَرْسَمِ |
فَلَنْ تَغِيِبَ وُرُودٌ طَالَمَا |
ذِكْرَاكِ تَجْرِي رَحِيِقاً فِي الدَّمِ |
كَالبَلْسَمِ اسْمُكِ يَا مَرْضِيَّتِي |
يَحْبُو لِثَغْرِ الرَّوَى بِالْمَرْهَمِ |
لَوْلَاكِ لَوْلَا رَبِيِعاً ضَمَّنَا |
مَا اسْتَنْشَقَ الشِّعْرُ رَيْحَانَ الْفَمِ |
مَيْمُونَةُ الْوَصْفِ يَا لَحْنَ الْمُنَى |
بِكِ اسْتَعَدْتُ نَشِيِدَ الْمُغْرَمِ |
فَالْعَوْدُ أَسْلَمُ لَوْ شَكَّلْتُهُ |
ذِكْرَى تُطَيِّبُ شَكْلَ الْمَقْدَمِ |
مَنْ كَانَ مِثْلَكِ يَا قَطْرَ النَّدَى |
شَهْدٌ عَلَى فَنَنٍ فِي الْمَلْثَمِ |
كُلُّ الزُّهُورِ تُنَدِّي عِطْرَهَا |
لَكِنَّ عِطْرَكِ رُوحُ الْمَوْسِمِ |
هَذِي الْحَكَايَا الَّتِي لَا تَنْتَهِي |
عِنْوَانُهَا سِيرَةٌ لَمْ تُهْرَمِ |
يَا بِنْتَ أُمِّي وَيَا أُخْتَ الْوَفَا |
نَبْضِي بِنَبْضِكِ لَمْ يَسْتَسْلِمِ |
لِأَنَّكِ الرُّوحُ فِي رُوحِ الصِّبَا |
لَا مَوْتَ يَحْيَا بِقَلْبِي الْمُفْعَمِ |
مَهْمَا تَوَارَى عِنَاقٌ ضَمَّنِي |
يَبْقَى عِنَاقُكِ سَلْوَى الْمُعْدَمِ |
مَشَاعِرُ الْحُبِّ لَوْ خَبَّأْتُهَا |
مَوْثُورَةٌ تَحْتَمِي فِي مُعْظَمِي |
الْحُبُّ أَنْتِ وَلاَ يَنْتَابُنِي |
مِنْ دُونِ وَصْلِكِ إِلَّا مَأْتَمِي |
إِنَّ الأًخُوَّةَ صَرْحٌ بَاقِيٌ |
يُؤَرِّخُ الْحُبَّ يَا أُخْتَ اعْلَمِي |
إِنِّي وَهَبْتُكِ حَرْفاً عَابِقاً |
رُغْمَ الْفُرَاقِ يُنَدِّي مَبْسَمِي |
هَذَا الْبَرِيِقُ الَّذِي فِي كِلْمَتِي |
قَدْ شَفَّ نُورَكِ فِي حَرْفِي الظَّمِي |
كَأَنَّ شَوْقِيَ فِي تِرْحَالِهِ |
قَدْ عَاشَ عُمْراً بِنَا لَمْ يُخْتَمِ |
مَا خِلْتُ أَنِّي سَأَرْثِي نَجْمَةً |
شُعَاعُهَا أَمَلٌ لِلْأَنْجُمِ |
هَذِي اللَّيَالِي بِلاَ أَضْوَائِهَا |
مَوْشُومَةٌ بِالْخَيَالِ الأَدْهَمِ |
وَهَذِهِ اللَّهْفَةُ الْقُصْوَى لَهَا |
سَهْمٌ بِدُنْيَا الْحَنَايَا يَرْتَمِي |
فَكُلَّمَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ الدُّجَى |
يُنْدِي الصَّبَاحُ بِدَمْعٍ غَيْهَمِ |
فَلَا أَرَانِي سِوَى فِي حُبِّهَا |
أَخْفِي السَّرَابَ بِعَيْنِ المُرْدِمِ |
حَتَّى أَرَاهَا بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ |
فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ بَيْنَ النَّيْسَمِ |
لِأَنَّهَا الْحُبُّ يَبْقَى حُبُّهَا |
وَلَنْ يَمُوتَ بِمَوْتٍ مُبْهَمِ!! |