السلام عليكم
قرأت هذا النص في أول ساعات نشره؛لكني لم أعلق عليه شيئا مع احترامي الكبير لكاتبه الأستاذ محمود العيسوي ؛لأن لي موقفا من الفلسفة لا يشجعني على الإشادة به كعلم معترف به عالميا أو خال من شوائب العقيدة إسلاميا؛ولتفسير السبب الأول ما هو موجود في عالم الكتب والعلوم وحتى في مقالات الفلاسفة أنفسهم لم يثبت بأن الفلسفة علم قائم بذاته له أركانه البينة وسبله الواضحة الغير ملتفة؛ وفي مقال أحد الفلاسفة الكبار نقرأ ما يدحض ثبوته كعلم قائم(ليس في نطاق الفلسفة أمر واحد ليس موضعا للخلاف حتى اليوم) إذن أين برهان هذا العلم ليقتدى به وليترسخ في ذهن طالب العلم هنا! أليس المقال الديكارتي أعلاه هدم للفلسفة من الأساس؟فكل علم ينشأ من نظرية وما أن يثبت بالبرهان يقف العلم على قدميه فسمى علما؛لكن المصيبة هنا؛ برهان الفلسفة تناقض وموضع شك وخلاف وجدل فهل هذا بعلم!
إن المبدأ الأساس للفلسفة هو (اتخاذ قرار بشأن الطريقة التي ينبغي أن نحيا به)ولعمري إنهم لا زالوا يتخبطون في هذا الأمر-الهدف- منذ عهد أبيقور مرورا بسقراط وأفلاطون إلى يومنا هذا ؛وهم لم يتخذوا بعد قرارهم هذا؛ثم إنهم يناهضون الفكر الإسلامي بمبدئهم المذكور ؛لأن الله عز شأنه يقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)فأي قرار بعد قرار الخالق بشأن الطريقة التي ينبغي أن نحيا بها يعد انتهاكا صارخا للعقيدة الإسلامية
أما علماء الإسلام فقد خاضوا تجربة أبحاثهم في الفلسفة وترجموا الكثير من كتب ارسطو وأفلاطون وغيلرهم ؛لكنهم وقفوا على حقيقة الله التي لا تعترف بها الفلسفة الغربية الملحدة وهي على نطاق واسع في الغرب ؛وقد تراجع الكثير من العلماء المسلمين عن تأييدهم للفلسفة ؛بل هاجموها بمؤلفاتهم ومقالاتهم الوضاءة كما جاء في (تهافت التهافت)للغزالي وغيره كثير----