الرسالة :
رسالة نشرت على أنها من احدى الفتيات الطاهرات في #حلب ، تقول في حينها أنها معرضة للاغتصاب من قبل مليشيات بشار الفاجرة و تخاطب الأمة فيها بكل فئاتها و تعيرهم بخذلانها و تقول أنها ستنتحر حفاظا على شرفها بعد أن فقدت كل شيء و فقدت الأمل في هؤلاء فآثرت الإنتحار لتموت طاهرة شريفة ولا يدنسها او يدنس عرضها أحد .
القصيدة :
تقولُ والدمعُ مثلُ الجمرِ ينسكبُ
و نبرةُ الصوتِ فوق الموتِ تضطربُ
إلى الذينَ إذا ناديتَهمْ عبثاً
لاذوا سراعاً وظنوا أنهم حُجبوا
إلى الذينَ إذا أيقظتَهمْ غضباً
قالوا رُويدَكَ ما الإيقاظُ ما الغضبُ
إلى الذين اذا ناديتَ نخوتَهم
باسمِ العروبةِ لا يدرون ما العربُ
إلى الذين اذا استفتيتَ عن ألمٍ
لم يفقهوهُ و أفتوا أنه كذبُ
إلى الذين جرتْ أقلامُهمْ سفهاً
وبأسَ ما سطروا فيها و ما كتبوا
ها ذا أنا اليومَ أُلقيها بلا خجلٍ
بأنني بعد حينٍ سوفَ أغتصبُ
وكيف أخجلُ من قومٍ بلا شرفٍ
ولا دماءٌ لهم تجري و لا حسبُ
و لا رجاءٌ بهم كلا و لا أملٌ
و لا غرابة في هذا و لا عجبُ
أما الرجالُ الألى تأتيكَ نجدتُهم
ما تستغيثُ بهم يوماً فقد ذهبوا
ولا سلاحٌ وما يغني السلاحُ بلا
قومٍ إذا ما دُعوا في شدةٍ وثبوا
حتى الدعاءُ معاذا الله أسألُهُ
منكم فإني إلى الرحمن أقتربُ
و لا أريدُ بذاك الذودَ عن شرفي
بسافلٍ ما له عارٌ ولا أدبُ
ولن أذلَّ لغيرِ اللهِ من وهنٍ
مهما يكونُ ولكن ثمَّ لي طلبُ
أن تتركوني فعرضي سوف امنعُهُ
بالإنتحارِ فما لي غيرهُ نسبُ
كفى انتحاري لكم خطباً يوحدُكم
إذا تفرقتِ الصيحاتُ و الخطبُ
ولا أريدُ فتاوى تُنكرونَ بها
فِعلي فهذا أراهُ كلَّ ما يجبُ
فلستُ عرضاً لمن ماتت كرامتُهُ
ولا يغارُ و لا يُجدي به عتبُ
ورحمةُ الله عندي آيةٌ سبقتْ
لا يقطعُ اللهُ باليأسِ الذي يهبُ
لبستمو الذلَ اكفاناً منمقةً
وحسبُكم ما لبستمْ منهُ فانتقبوا
وللذينَ من البغضاءِ قد مُلئتْ
صدرُوهم وهي في الأفواه تصطخبُ
أقولُ مهلاً فإن الحرب ما وضعت
أوزارها بعدُ حتى يبدأ الطربُ
أما أنا حرةٌ ما زلتُ راسخةً
ولن يُدنسني كلبٌ و لا ذنَبُ
و حرةً سوف تبقى مثلما صمدتْ
في وجه كلِّ عتيٍ مجرمٍ حلبُ
و ليس خذلانُكم يوماً سيُسقطُها
فالساقطونَ على اعتابها صُلبوا
وإن ألَمَّ بها جرحٌ فما انطفأتْ
ففي عميقِ عميقِ الجرحِ تلتهبُ
وسوف يعلو لواءُ الحقِ منتصرا
مهما تفاقمتِ الأحداثُ والكربُ
هي الحياةُ دروسٌ في صحائِفها
من البلاغةِ ما لم تَحوهِ الكتبُ
سينهضُ العاثرُ المكسورُ منتفضاً
فاستبشروا إنَّ هذا اليومَ يقتربُ
فرتلوا عند قبري "رَحْمَتِي وَسِعَتْ"
أرجو بها اللهَ إن لمْ يبقْ لي سببُ
محمد المطري
ربيع أول 1438هـ