أبحِرْ بدمعِكَ في ركودِ سؤالي
وامسح بكفِّك صورةَ الأطلالِ
يا قلبُ وانزع من حلاوةِ مضجعي
سهمًا، أوِ انقُص إن أردَتَ فِصالي
واسكُب منَ المَلحِ الأُجاجِ مرارةً
وافتح إلى العذبِ الفُراتِ وِصالي
هيَ جنَّةٌ لاحت وذاكَ عبيرُها
شوقٌ يُداعِبُ في الفؤادِ خيالي
رتَّلتُ في الأسحارِ كُلَّ قطوفِها
فنَسَجْتُ من هذي القطوفِ خصالي
وسَكبْتُ دمعَ الشَّوقِ في أنهارِها
ورويتُ من شهدِ الدُّجى أوصالي
ووُعِدتُ أنّيَ في نعيمي خالدٌ
مُتقَلِّبٌ، إن شِئتُ بينَ ظِلالِ
حتّى ابْتُليتُ فغرَّني إسفارُها
تفّاحةٌ قُضِمتْ، فكان فِصالي
يا جنّةَ القُرآنِ هيّا فافتحي
بابًا منَ الفُرقانِ والأنفالِ
أو (قافَ) ، إنّي لا أزالُ أبُثُّها
من حسرتي ومرارةِ الإغفالِ
والفجرُ تمتمَ كالغريبِ لحاجةٍ
فتَرُدّني عن غوثِهِ أغلالي
إنّي هجرتُ الزّادَ ثَمَّ فزادني
هجرًا، وضاعفَ ما أعدتُ وِصالي
ولقد نظرتُ فما رأيتُ بِضاعتي
فجمعْتُ ما أبقيتُ من أحوالِ
لأُجدّدَ البيعاتِ بعد تَخاذُلٍ
وأُطوّعَ الإدبارَ بالإقبالِ
أبحِر وطهِّر في بحورِكَ مُهجَتي
يا قلبُ، واكشف ما عليَّ وما لي
أبحر، فخلفُكَ-لو علِمتَ-مواجعٌ
ومنازلُ الرَّغَدِ الفسيحِ قُبالي
أبحر، فبحرُكَ لا يضيقُ بنازِلٍ
واصبِر، فدمعُكَ سيِّدٌ لِمآلي