المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد هلالى
من يسرق المادّة يُعاقب , ومن يسرق الرّوح يُكرّم
الفتى الموهوب الشاب , واسع الرؤى والخيال , كتب قصّة للأطفال , غاية في الجمال , أسماها : سلّة الفرولة , أنجزها بطريقة الشّريط المرسوم , برسومات مُحبّبة جذّابة , بديعة الألوان , انبهر بها كلّ من شاهدها , طلبوا منه المشاركة في معرض للمواهب الفنّيّة أقيم وسط المدينة , وكانت الفُرص قليلة , أثناء العرض تقدّم منه رجل , سأله عن عمله , قال له : انا خرّيج جامعي وبطّال , قال له : تعالى إلى مكتبي تشتغل عندي مؤقّتا حتّى تجد منصبا شاغرا , وكان مسؤولا في إحدى المديريات الحكوميّة .
علّق أوراق قصّته على باب مكتبه , يراها كل من يفِد إليه , ووعده بأنّه سيطبعها له , وينشرها في كتاب , أخذ الأوراق الأصليّة للقصّة , ومضت شهور ولم يحدث شيئا , وكان كلّ مرّة يسأله فيها عن القصّة , يقول له : قدّمتها لصديق يمتلك مطبعة ودار نشر في العاصمة , عندما يطبعها سأُخبرك , مضى زمن طويل , وجاءه مرّة يسأل , غضب منه ومن إلحاحه , وطرده من مكتبه .
حين كان واقفا يبيع أجيرا سلال الفرولة على ناصية الطّريق , مرّ رجل يبدو في زيّه محترما , أخذ سلّة فرولة ومضى مُسرعا , تبعه يجري واستنجد بشرطي كان يقف على مقربة منه , أخذوا الرّجل الى مركز الشّرطة , أعادوا للشّاب سلّته واعتذروا منه , وأطلقوا سراح الرّجل , واعتذروا منه أيضا حين علموا بأنّه مؤلّف قصص الأطفال , وصاحب الكتاب الشّهير : سلّة الفرولة .