جفاف» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» (ومــا للـمســلــميــن سِــواك حِـصـنٌ )» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» زُبَيْدِيَّات» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسائم الإيحاء» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى خطبة فضل الشكر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» في عيد ميلاد كريمتي فلسطين أم آدم / د. لطفي الياسيني» بقلم لطفي الياسيني » آخر مشاركة: لطفي الياسيني »»»»» من نادر وطرائف العرب.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع شيخ العربية محمود شاكر "اختياراتٌ ودررٌ"» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» لماذا الجن يكره التمر سبحان الله؟؟؟؟؟؟» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من أطلق الرصاص» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
أخي الحبيب ا. عدنان كل عام وانتم بألف خير..( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) تكفي هذه الآية لتبين للناس معنى صيام هذا الشهر ولكن هل عمل الناس بروح رمضان؟ لا أظن فالحال ليس الحال ..نسأل الله تحسين الحال بإزالة الغمة وهداية الامة.
أسأل الله تعالى أن يعيد هذا الشهر عليكم وعلى الاسرة الكريمة وعلى الامة كلها بالخير واليمن والبركات وانتم الى الله أقرب... محبتي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
مبارك عليك رمضان وعلى أمتنا العربية أسأل الله أن يصلح شأنها
تقديري لتوصيفك الرائع أخي الشاعر الكبير ــ أحمد المعطي
دام عطاؤك ، ودمت بخير
رمضانية تفيض إيمانا وإباء
انثالت بجمالية حرف وانسياب موسيقى، وحكت بحسرة حال الأمة
وزينتها خاتمة حكيمة ساحرة
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ
استوقفتني فيها بعض ملاحظة من مثل
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
تفوز جواب طلب حقه الجزم
في الشام والفلّوجَة الأزْرى بها
رغم شيوع استخدام أل التعريف مع الفعل في حديث النصوص، لكنها تبقى حقا مميزا للإسم
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ
جعلها الله في ميزان أعمالكم شاعرنا
تحيتي
نفحات من نورانية الشهر الفضيل
وواقع الحــال المؤلم
جعلها الله في ميزان حسناتك
الشاعر القدير أحمد المعطي
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل عام وأنتم بخير
ضحك الهلال..
في هذه القصيدة نرى أن الشاعر قد قسمها للوحتين ساحرتين.. قد اكتنزت بفكر مستنير وحكم تفيض بمواعظ تفوح نفحاتها بتزكية النفس .. وتطهيرها من براثن هذه الحياة ..
اللوحة الأولى.. يقول الشاعر فيها:
ضحك الهلال وقد غزاهُ بُكاءُ
لما فشتْ في أهلِه البغضاءُ
وتنابزوا والشهرُ يدعو للصفا
وَهُمو على وصف الرسولِ غثاءُ
رمَضانُ شهر التوْبِ يفتَحُ كفَّه
كرَماً فصومُ العابدينَ سَخاءُ
خيرُ الشهورِ ونورِها في حلكةٍ
تزْري بأحلام الفتى الليْلاءُ
يأتيكَ بالخيراتِ وهي كثيرةٌ
فاغرفِ إذاً تُهدى لك الآلاءُ
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
وابذلْ ففي بذل الكرامِ نَماءُ
فأتى رمضان والبغضاء ما زالت تتفشى بين أبناء الجسد الواحد..
لقد قدم لنا الشاعر لوحته الطيبة النفحات المباركة للأوصاف الرائعة.. حيث يصف حال هذه الأمة عند حلول رمضان الخير والنور..
فقد ضحك الهلال لهذا الشهر العظيم ليغمر الأمة بفضله وخيراته.. ويفتح أبواب التوبة والصلاح على مصراعذها لمن يريد تغيير ذاته ويفز بغنيمة هذا الشهر العظيم الذي خصه الله له..
أتى رمضان وهو يحمل بين ثناياه الخير العظيم
ويبسط كفيه لباغي الخير أن يقبل إليه محملا بنفحاته المباركة
وينثر عطر لياليه لمن يتهجد ويتعبد ايماناً واحتساباً لرب الكون وخالقه..
ويفرد أجنحته ليضم من كان في تدبر وخشوع وتفكر لتقشع حلكة الظلام بأنوار السماء وهي تتلألأ من نور الله.. فيراها القلب وتسبح بها الجوارح وتسجد الأنفاس تعظيماً لحرمة هذا الشهر العظيم المبارك...
ضحك الهلال وهلّ رمضان.. رحمة للعالمين.. لتنتظم عبادة الفرد وعلاقته بالله..
أتى ليغسل هذه الأمة من براثن الضعف والهوان ليعيد لها بناءها المجيد وعمارة الأرض من جديد.. ليكسوها تغييراً جذرياً إذا ما كانت الأفراد في استقباله طائعين مخلصين صادقين في عبادتهم مستغفرين عن زلاتهم مستنجدين برحمة الله وعفوه ورضاه..
أتى لتكتمل الأرواح نقاء وطهراً شهراً كاملا وتستطيع تغيير هوى النفس وتقويمها لتتعلق بعين السماء..
شهرٌ قد أكرمنا به الله لإعادة برمجة أنفسنا بما يتفق من نور القرآن وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام.. وما أحوجنا إليه هذه الأيام لنغير من أنفسنا وننهض بأمتنا لتغيير الواقع المرير لواقع نعتز به لندحر عنه أعداء الدين والظلمة الذين قد شربت قلوبهم القسوة والعداوة للإنسانية وتجردوا من معالم المخافة من الله..
ضحك الهلال حين فاز بهالات ونفحات هذا الشهر العظيم ليكون بوابة العبور لتغيير واقعنا المؤلم الذي غامت في سمائه سبل الأمن والأمان.. لواقع يحمل الأمل وتتكاتف فيه القلوب تحت راية الإيمان وتتجدد خلايا النفوس من البطر إلى العدل والنور..
لا نريد أن تبقى قيود الهوى تكبل الروح تحت وطأتها ونزواتها في كهف المعاصي والذنوب.. بل نريد أن نكسرها لتتحرر نحو النزاهة والطهارة في التعبد بإخلاص لله رب العالمين..
لنخرج من ظلمة المعاصي وسطوتها إلى تزكية النفس وتوجيهها نحو أفق النور..
في هذه الأبيات التي نظمها الشاعر إنما تعتبر وصف لنفحات رمضان وما فيه من بركات وفضل.. ودعوة من الشاعر للفوز بنفحاته العظيمة حيث قال:
واعملْ لصالِحَةٍ تفوزُ بخيرِها
وابذلْ ففي بذل الكرامِ نَماءُ
هنا نشعر بجمالية الأوصاف وهي تنساب طوعاً من قلم الشاعر ليقدم لنا أوصاف تعزز من انغماس الروح بهالات إيمانية تغرس حلاوة الطاعة في النفوس وترسم لرمضان باقات مضيئة يطمس معها ظلام الفكر ليوقظه في خشوع وتدبر وينير غرفاته ليواكب مسيرة التغيير نحو واقع نلتمس فيه الخير الكثير..
في هذه الأبيات الراقية نظماً وعذوبة في الموسيقى.. نجد دعوة الشاعر لنا لتوجيه سلوكنا ونياتنا نحو ما يمكن أن يسمو بأرواحنا وينقي سريرتنا ويشد من عزيمتنا نحو اغتنام فضائل هذا الشهر العظيم..
ينتقل الشاعر من لوحة التوجيه الخاص للفرد للوحة التخصيص العام .. فيما يتفشى الألم وتسيل الدماء في بلادنا العربية في شهر الله العظيم.. حيث يكمل خريدته الراقية بقوله:
واحقنْ دَماً بالحقِّ كانَ مُحرَّما
وامسكْْ بحبل الله فهوَ نَجاءُ
تظفرْ بخيرِ غنيمةٍ وَصفّيَّةٍ
ما في الجواري مثلها حسناءُ
في ليلة القدر اجتلاءُ جلالها
و"القدرُ جائزةُ لها سيماءُ
للعابدينَ الساجدينَ تهجُّدٌ
فيها وفيها نعمةٌ ورَجاءُ
في القبلة الأولى دموعٌ لمّ تزلْ
فوق الخدودِ يُسيلُها الأعداءُ
من عين خنساءِ الزمانِ سخيّةٌ
تهمي وترفدُ دمعَها خنساءُ
في الشام والفلّوجَة الأزْرى بها
متنطعٌ.. مِا شأنها صنعاءُ!
في كلِّ قُطرٍ تستغيثُ كرامةٌ
وتسيلُ من عين الكريمِ دماءُ
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ
ضحك الهلال.. ليلتمس حقن الدماء في أيام بارككها الله وأنار بها الأرض من خير وبركة وجزاء عمل بالكثير من الأجر والثواب من الله..
حين جاء محمّلاً بالبشرى نحو إعادة صياغة هذه الحياة والفكر الإسلامي ليمسك بتلابيب التغيير لواقع غير مستقر حيث تفاقمت فيه النكبات والهزائم في كل زوايا هذه الأمة المكلومة والتي مازالت تبحث عن نافذة الخلاص من كوابيس القادة الظلمة الذين لا يفقهون من إدارة الواقع قيد أنملة لصالح الأمة وصالح الشعب المسكين..
فقد جلبوا لنا" تسونامي" جديد من عنف ومذابح وانتهاك لحرمات الله ومقدساته وهم يتغطون بلحاف الدين .. حتى تزايدت أمراض الأمة في كل بلادنا العربية والتي ذكرها شاعرنا الكبير في خريدته المبدعة هذه.. وتغيبت عن الوحي الرباني لتنغمس في ضلال مبين من أثر استعمار النفوس والأرض.. ولن يعيد للأمة مجدها إلا إذا قمنا ببناء فكر منير من وحي السماء لبناء مشروع فكري متكامل لنهضة حقيقية تشمل العالم العربي والإسلامي وتبذر الوعي في تربة حضارتنا وثقافتنا وهويتنا لنقوم بقوة من جديد..
وليكن رمضان النور هو أول الخطوات نحو التغيير..لأن الله تعالى يقول"
" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]...
وما أبلغ قول الشاعر في بيت قصيدته الأخير حين يقول:
يا ويْحنا والنارُ تلفحُ وَجْهَنا
نأبى النَّجاةَ فيفرَحُ الغُرَماءُ
ولتكن هذه الكلمات دعوة خير ونور وبصيرة لكل من يتنفس النور من كتاب الله عز وجل..
أن ننقذ أنفسنا من الوقوع فيما حرم الله .. من معاصي وذنوب وقتل وفحش على جميع أنواعه .. لنكون من الذين يفوزون برضا الله تعالى..
...................
ضحك الهلال
قصيدة سالت من ينابيع الإبداع على حرير الشعر .. وزينت سماء الأدب بألفاظ طوت في تجاويفها الحكم والمواعظ ..
ونثرت بحروفها البليغة ونظمها البارع درر الدعوة إلى حياة مجيدة نقية في أجواء رمضان المبارك .. لتكون بوصلة التوجيه نحو تغيير ملموس في النفس أولاً ثم بالمجتمع العربي والإسلامي ثانياً..
لقد أشبع الشاعر قصيدته بصور شعرية متكاملة البهاء تملك روح القوى الحسية والفكرية .. وهي في ألفاظ البلاغة البارعة والتراكيب المتينة..
استعمل الشاعر كلمات تخاطب الفرد وكلمات تخاطب الجماعة.. وهذا مؤشر توجيهي حكيم ليشمل المجتمع كوحدة متكاملة متجانسة.. وليكون متعاضد كمنظومة واحدة..
واستعمل الشاعر أيضاً فعل الأمر.. لأن الوضع لم يعد يحتمل الصمت والسكون والهوان.. يأمر الفرد والجماعة ليهبوا بإصلاح النفس أولاً ثم التوجه نحو المجتمع ليتكامل البناء وتلفظ البلاد أنفاسها انطلاقاً من هذا الشهر العظيم الذي عنونه الشاعر ب ضحك الهلال.. ليستقيم الحال ويبدأ الأمل بالإزهار...
الشاعر الكبير أحمد المعطي المتألق دائماً في سماء الشعر والأدب.. بوركتم وما سطر قلمكم الفذ من نفحات عطرة وحكم بليغة
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وزادكم بسطة نن النور والخير والعلم.
جهاد بدران
فلسطينية