عَجِبْتُ لِصاحبي لمّا تجنّى
.................................................. ....وجادلَ في الأمورِ الثابتاتِ
وقلتُ له ألا يكفي بأنا
.................................................. .. جهلنا في الليالي الماضياتِ
أتدعوني إلى نارٍ تَلظّى
................................................. وخُسرٍ في الحياةِ وفي المماتِ
أتدعوني إلى لَعِبٍ ولهوٍ
.................................................. .... ومزمارٍ ورقصِ الغانياتِ
تُشجعني كأنكَ لستَ تدري
.................................................. ....... بما بِكتابنا من زاجراتِ
ألا تدري بأن اللهَ حيٌ
.................................................. ....... ويعلمُ جهرنا والخافياتِ
نَذَكَرْ يومَ موتِكَ والرزايا
.................................................. ... إذ الأنفاسُ ما عادت تواتي
وروحكَ ضاقَ مخرَجُها وأنّتْ
.................................................. .......وزاد أنينها بالحشرجاتِ
وظنَ الناسُ أنك في تعافٍ
.................................................. .... فروّعهم صراخُ الناعِياتِ
أيُفضي القبرُ فيكَ إلى نعيمٍ
.................................................. ...... أم النيران مهوىً للطُغاةِ
إليكَ نصيحتي إن شئتَ خذها
.................................................. ... فإن النُصحَ عونٌ في الحياةِ
لسانكَ لا تحركه بِفُحشٍ
.................................................. .... وكنْ فَطِناً لما بعد المماتِ
ففعلُ الخيرِ بالأخرى نجاةٌ
.................................................. ... وكل الخُسرِ فعل المنكراتِ
فلا تغترَّ في مالٍ وجاه
.................................................. ......ٍإذا لم يُبذَلا في المكرماتِ
فلا قارونُ منتفعٌ بمالٍ
.................................................. ولا كِسرى احتمى بالشاهقاتِ
فبادرْ للمساجد في خُشوعٍ
.................................................. .. إذا ما قيلَ حي على الصلاةِ
تزوّدْ من حياتِكَ زاد تقوى
.................................................. ..... فنعمَ الزادُ من ماضٍ لآتِ
ولستُ مُنزها نفسي وإني
................................................ أرى التنزيه من خُبثِ الصفاتِ
فإن النفسَ للشيطانِ صنوٌ
.................................................. ...... تَوَدُ بِطبعها نهج العصاةِ
فَهَذّبْ طبعها واكبحْ هواها
.................................................. .... ولا تُسلِمْ ضميركَ للسُباتِ
أيا من شطَّ واتّبَعَ المعاصي
.................................................. ........ وأهلكَ نفسه بالموبقاتِ
رويدكَ لا تقلْ ما عاد يُجدي
.................................................. ......... فإن اللهَ يمحو السيئاتِ
عن الشعراء إن تسألْ فمنهم
.................................................. .........كأن كلامَه ماءُ الفراتِ
ومنهم مِن شِراكِ النعلِ أدنى
.................................................. .... ومنهم كالنجومِ الساطعاتِ
وكم شعرٍ يَدُلُ على صلاحٍ
.................................................. .......وكم شعرٍ مُلي بالترهاتِ
وإنَ الشعرَ للشعراءِ سلوى
.................................................. ...به شجوُ الصدورِ الزافراتِ
إذا الأشعارُ لا تدعو لخيرٍ
.................................................. .....رميتُ بها بسلِ المهملاتِ