أذوي في الفقد
هيام ضمرة
ما عاد الوقت يتعرف في وجهي ملامح حزني..
كلما ترنحت على أعتاب الليل أهداب الكرى..
وشدت عينيَّ معاصر دمعها بكد ذاك الانعتاق..
ساءلتني نفسي.. عن أي أنواء تلقاك في الغياب نفسي..
والعصف لا يهادن في الأنفاس ذاك الاختناق..
قد طالَ بكَ الغيابُ.. وحطَّ في الأنحاءِ غرابُ الفقدِ ناعقاً..
فهلْ يستوي بالرحيلِ أثرَ النصلِ فيما تتقطعُ عنا أنفاسَ البقاءِ؟
كيف يمضي بنا كلّ هذا الزمانَ؟
والريحُ تذرو غبارَ الرملِ في سياقِ عصْفها
والعذابُ سطوةُ ظلامٍ ترمدُ منهُ عيونُ المساءِ
كيف باتت الدنيا في أعقابه مجرد زمن بالعمر يتمدد ..
لتستيقظ من عقر قاعها هموم وأكدار
كأنَّ الحظُ في محبرتي محْضَ خواء
هي الدنيا تضيق بها أنفاسها
وتزحف متقاربة جدران حسرتي
لتمزقُ رئةُ العيشِ وتطفئ بالأنحاء جملة أضواء
فلم علمتني لغة الوجد؟
وأقمت مسلة ذاكرتي في منتصف ساحة عمري
ليدور حول محورها خيل الشقاء
كيف لهذي الدنيا تسحب سجادتي من تحت أرجلي؟
وتأمُرُ أنْ أشقُّ طريقَ غربتي في لحاظ الضرِّ
وأرتضي لهذيان هذا الأنين احتمالات الجلاء