|
أَشْرَقْتَ مِنْ قَلْبَ الدُّجَى فَتَبَدَّدَا |
وَهَطَلْتَ فَانْتَعَشَ اليَبَابُ وَغَرَّدَا |
وَسَرَيْتَ تَمْنَحُ كُلَّ بَارِقَةٍ فَماً |
يَفْتَرُّ بِالبُشْرَى وَيَرْسُمُ مَوْلِدَا |
أَسْرَجْتَ خَيْلَ الـحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِلا |
كَلَلٍ تَدُكُّ مِنَ الضَّلالِ مُشَيَّدَا |
وَتَلَوْتَ آيَ الذِّكْرِ لَحْناً خَالِداً |
مُتَرَقْرِقاً مَا ضَلَّ فِيْهِ مَنِ اهْتَدَى |
وَلَوَيْتَ أَعْنَاقَ الـهَوَى فَتَصَاغَرَتْ |
ذُلاًّ وَمَا أَحْنَتْ لِغَيْرِكَ سَيِّدَا |
وَتَفَتَّقَتْ هِمَمٌ رَوَيْتَ غِرَاسَهَا |
بِيَدَيْكَ جَاوَرَتِ النُّجُوْمَ تَفَرُّدَا |
وَسَرَتْ قَوَافِلُ مِنْ ضِيَاءٍ أَلْـهَبَتْ |
ظَهْرَ الطَّرِيْقِ تَأَلُّقاً وَتَوَقُّدَا |
تَقْفُو خُطَاكَ وَتَسْتَنِيْرُ بِحِكْمَةٍ |
أَسْدَيْتَهَا هَدْياً فَصَارَ لَهَا حُدَا |
وَسَمَتْ كَمَا لَوْ لَمْ تَكُنْ طِيْناً وَمَا |
أَسْمَاهُ يَعْصِفُ بِالـهَوَى مُتَمَرِّدَا! |
فَتَلأْلأَتْ رَغْمَ الدُّجَى كَكَوَاكِبٍ |
أَنَّى لَهَا تَخْبُو وَأَنْتَ لَهَا مَدَى؟! |
يَا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ مُهْجَةُ أَحْرُفِي |
ثَارَتْ فِدَىً فَرَأَتْكَ أَعْظَمَ مُفْتَدَى |
وَافَتْكَ خَجْلَى كَيْفَ لا وَأَمَامَهَا |
خَيْرُ البَرِيَّةِ رَحْمَةً وَتَوَدُّدَا؟ |
رَكَضَتْ تَذُوْدُ وَلِلصَّفَاقَةِ أَلْسُنٌ |
نَفَثَتْ سُمُوْمَ الكُفْرِ حِقْداً أَسْوَدَا |
بَاتَتْ تُشِيْرُ إِلَيْكَ أَطْمَعَهَا تَخَا |
ذُلُ أُمَّةٍ مِلْيَارُهَا يَهْذِي سُدَى |
إِلاَّ رَسُوْلَ اللهِ مَا أَعْرَاضُنَا |
وَدِمَاؤُنَا أَلاَّ تَكُوْنَ لَهُ فِدَى؟! |
بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ دُوْنَكَ مُهْجَتِي |
فِي صَدْرِ مَنْ سَلَقُوْكَ أَغْرِسُهَا مُدَى |
تَاللهِ مَا عَرَفُوْكَ إِلاَّ رَوْضَةً |
غَنَّا تَطِيْبُ جَنَىً وَتَعْذُبُ مَوْرِدَا |
لَكِنَّهُ كِبْرُ الطُّغَاةِ فَمَا بِهِ |
مِنْ مُبْصِرٍ إِلاَّ وَأَصْبَحَ أَرْمَدَا |
يَا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ كَمْ قَلْبٍ يَئِـ |
ـنُّ أَسَىً! وَكَمْ طَرْفٍ يَبِيْتُ مُسَهَّدَا! |
وَالنَّاعِقُوْنَ فَمٌ مَرِيْضٌ مُتْرَعٌ |
زَيْفاً كَأَعْمَى بَاتَ يَرْجُو مُقْعَدَا |
خَاضُوا كَمَا بِالإِفْكِ خَاضَتْ عُصْبَةٌ |
مِنْ قَبْلُ وَاتَّخَذَتْ هَوَاهَا مِقْوَدَا |
فِإِذَا بِنُوْرِ الوَحْيِ يَكْشِفُ سَوْءَةَ الـ |
ـأَفَّاكِ لِلدُّنْيَا وَيَصْدُقُ مَوْعِدَا |
مَا أَنْقَصُوْكَ فَأَنْتَ أَنْتَ أَجَلُّ خَلْـ |
ـقِ اللهِ مَنْزِلَةً وَأَكْمَلُ سُؤْدَدَا |
يَكْفِيْكَ أَنَّ الـحَقَّ مِنْ عَيْنَيْكَ فَا |
ضَ سَنَاً فَأَتْهَمَ فِي القُلُوْبِ وَأَنْجَدَا |
وَانْسَابَ فَاهْتَزَّ الوُجُوْدُ وَأَزْهَرَتْ |
آمَالُهُ وَبِغَيْرِ حُبِّكَ مَا شَدَا |
أَيُلامُ صَبٌّ أَنْ تَسَاقَتْ لَوْعَةً |
عَيْنَاهُ غَصَّ بِهَا فَأَمْسَى مُجْهَدَا؟! |
يَا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ حَسْبِي أَنَّنِي |
قَلْبٌ إِلَى لُقْيَاكَ ذَابَ تَوَجُّدَا |
مَا لاحَ بَدْرُ التَّمِّ تَزْدَانُ السَّمَا |
ءُ بِنُوْرِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُ مُحَمَّدَا |
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا ارْتَفَعَ الأَذَا |
نُ عَلَى القِبَابِ وَبِاليَقِيْنِ تَرَدَّدَا |
مَا صَارَ هَذَا الكَوْنُ كَالـخَبَرِ الـمُفِيْـ |
ـدِ وَتَمَّ إِلاَّ حِيْنَ كُنْتَ الـمُبْتَدَا |