ضَعِ القُطنَ في أذنَيكَ ونامْ
وأَغمِضْ عُيونَكَ يا نورَ عَينِي
وقاوِم كوابيسَ لَيلِكَ واحلُمْ..
بأَنّا سَوياً نُزيحُ الظَّلامْ
تُريد حكايةْ ؟
إِليكَ "الحكايةْ"
نسمي الإلهَ وخيرُ بدايةْ
صلاةٌ على الصادِقِ المُصطَفى
وبعدَ الصلاةْ
|| فلسطينُ كانتْ
وكُنا جميعاً بِها سُعداءْ
وكانت مزاراً لِكلِّ الدياناتِ
تعلو الصَّلاواتُ فيها..
ويَعلو الدُّعاءْ
وفي ذاتِ يومٍ كَئيبٍ كَئيبْ
أَتَتْها الخفافيشُ معها ذئابْ
فخافَ الصِّغارْ
وفَرَّ الكِبارْ
وظنوا بِأنَّ الخفافيشَ شَرٌّ..
سَتَجلوهُ عَنا جُموعُ الصِّحابْ
ومَرَّ الزمانْ
وصارَ الصِّغارُ كِباراً وماتَ الكِبارْ
ولَم يَدرأِ الصَّحْبُ عَنّا الدَّمارْ
فصِرنا دعاءً يحاصِرُ بالصبرِ قَهرَ الحِصارْ||
ضعِ القطنَ في أذنَيكَ ونامْ
وأغمِضْ عُيونَكَ يا نورَ عيني
إذا أيقظَتْكَ الخَفافيشُ قاومْ
وعُدْ للفِراشْ
وَسَمِّ الإلهَ
وَبَدِّلْ خفافيشَهمْ بالفَراشْ)
.
.
.
بِهذا الحديثِ وهذي الوتيرَةْ
قَضيتُ لَيالٍ أُعَلِّمُ هذا الأميرَ الصَّغيرْ
وصارَ الأميرُ الصغيرُ كبيراً
وما عادَ يحكي عَنِ الخوفِ لي
وأصبحَ يَحفظُ روحَ الحكايَةْ
وأصبَحتُ أُبصِرُ في عَينَيهِ ابتسامةَ زَهوْ
أراهُ يُهَروِل نحوَ الحكايَةْ
ويطلبُ دوراً وَلَوْ جانِبياً
وأدْعو إلهاً حفيظاً قوياً..
(هوَ النور في عيني يا إلهي
فإمّا سَوياً..
وإمّا سَويا.)
.
.
.
بهذا الدعاءِ وهذي الوتيرَةْ
قَضيتُ مِنَ العُمرِ فترَةْ
وصارَ أميري الصغيرُ "كبيراً" على حينِ غِرَّةْ
وما عادَ يحكي
وما عاد يَطْلبُ لكنّني..
بكلِّ مساءْ..
أُلاقيهِ طيفاً.. وأحكي لَه رغمَ ظُلْمِ الظَّلامْ
(ضَعِ القُطنَ عَنْ أُذنَيكَ ونامْ..
فما عُدتَ تحتاجُ أنْ تحْجبَ الصوتَ عنْ أذنَيك
وما عُدْتَ تحتاجُ منّي حكايَةْ
فأنْتَ "الحكايَةْ"
فأَسْدِلْ عُيونَك يا نورَ عيني
واعْلمْ بأَنِّي..
سَأَدرأُ عني شياطينَ حُزْني
وأحْلمُ دوماً
بأَنّا سَوياً
نُزيحُ الظلامْ
مي علي