يا أنت هل كلّت خطـاك فتهـت عـن سـرّ الوجـودْ
وسكنـت فـي جنبـيّ شـكّـا راعــه صـمـت الجلـيـدْ
***
الـكـون ملعـبـك الكـبـيـر وأنـــت مـعـنـاه الجـمـيـلْ
يسقيـك أسـرار البـحـار وحــزن أشـجـار النخـيـلْ
***
قد كنت تعشق في الخمائل لحنها العذب الشجيّْ
تهـفـو إليـهـا بـاحـثـا عـــن ســـر معـنـاهـا الـخـفـيّْ
***
كم كنت تجلس في خشوع حين يشتعل المسـاءْ
وتـذوب فيـه كمـا تـذوب الإبتسامـة فـي الشقـاءْ
***
تنسـاب كالفـكـر الجميـلـة فــي ظــلام الشـاطـيء
وتغيـب فيـه كصـورة الينبـوع فـي فــم ظـامـيء
***
لا تبـك إن ذبلـت علـى الطرقـات أوراق الخـريـفْ
فأنـا وأنـت غــدا سنـذبـل مثلـهـا فــوق الرصـيـفْ
***
فعـلام نشقـى فـي الحيـاة ونحـن عنـقـودا عـنـبْ
خلقـت إلـى الأقـداح تملأهـا وتخـزن فـي الـقـربْ
***
وعــلام تحـمـل يــا فــؤادي حــزن آلاف السـنـيـنْ
الـيــوم لـــي أحــيــا بــــه وغــــد لــقــوم آخــريــنْ
***
إنـــي التقـيـتـك فــكــرة ريّــانــة بــيــن الـحـقــولْ
حـــرا كـأحــلام الـصـبـا ثـمــلا كـآهــات الأصـيــلْ
***
تعـدو ابتسامتـك الفتيّـة خلـف أســراب الطـيـورْ
تـرتـاد أروقــة الـسـمـاء محـلّـقـا فـــوق الـعـصـورْ
***
سكـبـت لــك الأيــام خمرتـهـا وسـامــرك الـرفــاقْ
فعـش السعـادة لحـظـة فـغـدا يـعـزّ بـهـا اللـحـاقْ