ضاع الحمار ، وحبَّذا يأتيني إنَّ الحياةَ بفقده تؤذيني قد كان خير مصاحبٍ عهد الصِّبا واليوم أُبحِرُ والمشيب سفيني وعهدته أنَّى سريت مسافرًا لا يألف الدرب الطويل بدوني يتحمَّل الآلام ليس بجازعٍ للسوق يوصلني فلا يعصيني ليلاً يسامرني يُزحزح وحشتي من كلِّ طارقةٍ أراه يقيني حتى إذا هلَّ الصباح معانقًا جيد الفضاء ، بصوته يُحييني! بل كم بكيت جروحه متألّمًا لمَّا رمتهُ ألسنُ التمدينِ وسقيته الماء الفرات لأنه لا يرغب الملح الذي يرويني ثمَّ اعذروني هل علمتم سعره ؟ قد جاوز الخمسين ألفًا .. دوني !