|
هلّ الذي ملأ الأنامَ أمانا |
يُسدي إلينا النورَ والتحنانا |
يُلقي علينا عطفَهُ وعطاءَهُ |
ويطهّرُ الأحشاءَ والوجدانا |
رمضانُ يا أنسَ المُنيبِ لربِّهِ |
فقتَ الشهورَ جميعَها إحسانا ! |
لولا مكانتُكَ العظيمةُ عالياً |
ما نزّلَ المولى بكَ الفُرقانا |
رمضانُ يا غيثَ القلوبِ جميعِها |
قد جاءَكَ القلبُ الشجي ظمآنا |
في راحتيكَ شِفا السقيمِ.. وفيكَ ما |
يُرضي الفقيرَ البائسَ الحيرانا ! |
فإذا حضرتَ فإنّ سَعدي حاضرٌ |
وإذا رحلتَ.. جثوتُ والأشجانا |
ما أجملَ الصلواتِ فيكَ فإنّها |
تُحيي القلوبَ.. وتُذهبُ الأضغانا |
ما خاب عبدٌ عاد فيكَ لربِّهِ |
أو جاءَهَ مُستغفراً ندمانا |
فإذا حضرتَ.. فكلُّ قلبٍ آملٌ |
يشدو بكلِّ سعادةٍ رمضانا ! |
ما مسّ فيكَ الحزنُ إلّا بائساً |
ما قام ليلاً أو تلا قرآنا ! |
شهرُ السعادةِ والنقاوةِ والهدى |
قد قدَّ من أرواحِنا دنيانا |
شهرُ التبتُّلِ والتهلُّلِ والندى |
أحيا على وجداننا الوجدانا |
يأتي لنا ضيفاً خفيفاً دائماً |
سُرعانَ ما ينوي النوى سُرعانا ! |
يا ربِّ فاقبل صومَنا وقيامَنا |
و قِنا بفضلك ربّنا النيرانا! |