نظرت في صورة تائهة بين أغراضها، وجوه تعرفها. تعدهم وتذكر أسماءهم. تذكرت يوم أن كانت تتدحرج كحبة قرنفل بين أيديهم،
كثمرة يتوزع مذاقها بين قلوبهم. دققت النظر في الصورة، وجهان اختفيا، خدعهما الموت مبكرا . تمتمت وقالت:
ــ لا أدري..إن كنتما تعلمان بموتكما، حتما ستعرفان ذلك يوم البعث، هناك نلتقي جميعا...
غرفــت مأساتها من نهر النسيان. بصمت.. وبعد أن تنهدت، تذكرت لما قالوا لها بلسان واحد: من أين تدَلٌيْتِ علينا؟ هيا اتركي المكان يتنفس...
طال وقوفها أمام الدار التي كانت تجمعهم. صفعتها حمى غضب، فرقعت بصاقا لزجا لتهوية أنفاسها.
مزقت الصورة وراحت تشتبك مع الزمن ثابتة كالصخر...!