إلى الحبيبة غزة
سأخلعُ نعلي وأمشي رفيقاً
على أرضها إذ يحينُ اللقاءْ
وأسجدُ للهِ شكراً وأبكي
إلى ما يشاءُ الحنينُ البكاءْ
لك الحمدُ ربّي كما ينبغي
فهذا انتصارٌ مِن اللهِ جاءْ
وآيٌ تجلّى على بقعةٍ
من الأرض وعداً فصارت سماءْ
ويا طفلةً بين أنياب ذئبٍ
بكتْ واستغاثتْ: "أما مِن رجاءْ"
وهل مِن رجاءٍ بمَن ضيّعوكِ؟
وهل مِن حياةٍ؟ أقِلّي النداءْ
فكفكفتِ دمعاً كما الجمر حراً
فألهبتِ بالدمع خدَّ الفضاءْ
وقفتِ وبين الدموعِ ابتسامٌ
كأنّ ابتسامَكِ سيفُ القضاءْ
فزلزلتِ بالذئبِ أرضاً تهاوتْ
بأحلامهِ فاستحالتْ هباءْ
وزلزلتِ مَن ظاهروهُ وقَوماً
تولَّوا بزحفِ العلا والفداءْ
فأُفرِدتِ بينَ نجوم الأعالي
لتسرجَ منكِ النجومُ الضياءْ
فيا طفلتي آنَ أن تستريحي
قليلاً لِدربٍ طويل العناءْ
أعِدّي جدائلَكِ الساحراتِ
لِعرسٍ سيأتي بديع البهاءْ