أوَتدركُ العقول ما أنت قائله ..
لعمري في حروفك جمال لا يطوله جمال ..
لله الأمر في حال أمة لا ترضى إلا بقاتلها ...
ما أبدعك ..!
لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
أوَتدركُ العقول ما أنت قائله ..
لعمري في حروفك جمال لا يطوله جمال ..
لله الأمر في حال أمة لا ترضى إلا بقاتلها ...
ما أبدعك ..!
من مات في سوق الرجولة واقفاً
خيرٌ له من أن يعيشَ مخنّثا
الدكتور سمير العمري
من يقرأ القصيدة يدرك حجم الوجع الذي يعتصر الفؤاد لما آل إليه حال الأمة ..
يرواد قمح القصد داعٍ و حاشدٌ
.. ويجني شعير المجد عادٍ و عائبُ
هذا البيت يحكي الكثير .. فقد وسد الأمر لمن لا يستحق وكان ذلك ما جنى..
" ومما يمرّ الكأس من حنظل الأسى
... أن استمرأ الصديق ما قال كاذبُ "
صدقت شاعرنا .. هنّ سنون خدّاعات.
هي قناديل رؤيا .. أنرت فيها شعراً و حكمة .
تحياتي .
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
بارك الله بك أيها الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
وإن القصيدة كتبت جلها قبل فترة بناء على ما حدث في مسابقة ما يسمونها بـ "شاعر الرسول" والتي شاركت فيها طمعا باللقب فكان الفساد والجور الذي أقر به المنظمون وبعض المحكمين وجل المشاركين وأكثر المتابعين، وتركتها ولم أنشرها في حينه لحسابات ما، ثم عدت لها قبل أيام فأضفت لها وعدلت فيها قليلا كي لا تكون خاصة وموجهة فيكون ذمي لهم بمثابة مديح وجعلتها تحمل الهم العام قبل الهم الخاص وتتناول حال الأمة وتهافت الهمم وفساد الذمم واندثار القيم بما أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعة همة وضياع أمة. ولعل في معرفة المناسبة والحيثيات ما يزيد من عمق القراءة للقصيدة وللوقوف على مواضع التكثيف اللفظي والمعنوي وامتداد الصور البيانية ودقتها.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
قصيدة راقية
لا فض فوك شاعرنا الكبير
مودتي وتقديري
السلام عليكم
أستاذي الفاضل الشاعر الكبير د. سمير العمري
الحقيقة أنني قد وجدت في هذا الرد الكريم منكم، والذي بيَّنتم فيه المناسبة، التي دعتكم لكتابة هذه القصيدة ، فرصة جيدة لأقول : إن الهامش الذي قد يلحقه الشاعر بنصه الأدبي أو قصيدته، يؤدي دوراً مهماً في توجيه ذهن المتلقي إلى القراءة الأمثل للنص الأدبي.
ولأن الأعراف الأدبية لا تمنح للأديب أو الشاعر ( عموماً) حق العودة إلى نصه ليقوم بشرحه من تلقاء نفسه، فإنني أعتقد أنه في حالات خاصة، وعندما يكون مستوى التكثيف والتعميم سمة أسلوبية ثابتة عند الشاعر ، كما هو الحال في أسلوبكم الأدبي العالي الذي بلغ حداً غير مسبوق في تعامله مع فنون البلاغة وأفانين البيان، والذي يجد الكثير من القراء صعوبة في تحليل جمالياته المعنوية والبنيوية ، فإنني أعتقد أن إلحاقكم معظم قصائدكم بهامش خاص ، سيساعد القارئ على القراءة في مستويات من العمق توازي الجمال المكنون في الأبيات . ولا أعلم إن كنتم توافقونني الرأي في أمر هذا الهامش .
غير أنني أودُّ الآن أن أشير إلى بعض الأبيات ببعض الاستفسارات ، التي أعتقد أن مروركم عليها ببعض التفسير -وفقاً لمناسبة كتابتكم للقصيدة - سيمنح القارئ فرصة أكبر للوقوف على جمالها.
قولكم في المطلع :
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ=حَــلَــبْن الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
كيف تكون الأماني مخالب، مع أنهن ما لهن مثالب ؟ كيف يجب علينا فهم هذا التناقض ؟
وقولكم
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ = يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُ
هل تقصدون بلفظة ( الفتنة ) تلك المسابقة ؟ أم شيئاً آخر؟
وفي هذا البيت: هل الفاعل هو( المواهب) لكلٍ من الفعلين ( تعلِّق وتلعق ) ؟ وماذا قصدتم بحبل القرابين ؟
تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا = وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُ
وما المقصود بلفظة القباقب في هذا البيت ؟
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى= وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُ
وإنني أعتقد أنكم تشرحون سبب اشتراككم في المسابقة في هذا البيت ، فما الذي تقصدونه بلفظة ( لجاجة ) ؟
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ = كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُ
ويا حبَّذا التعريج منكم ببعض الشرح على هذا البيت فإن لفظة( لحن) موهمة لبعض القراء.
وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا = وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ
أشكركم سلفاً على تفضُّلكم بالإجابة ، وأرجو المعذرة إن كنت قد أثقلت عليكم . غير أنني أعلم أن القرَاء سيكونون ممتنين لقراءة إجابتكم الكريمة .
ولكم التحية والتقدير
أستأذن الأحبة الكرام في تقديم الرد على الأستاذة ثناء لأهمية ذلك في شرح وتوضيح بعض الأمور الخاصة بالنص سأعود بالرد عليكم بعد ذلك.
إني أشكر لك بداية رأيك الكريم ورؤيتك الحصيفة ورقيك الأدبي الذي ينعكس ألقا في حرفك الشعري والنقدي، وإنني أمتن لرأيك هذا وردك الثري ويكفيني مثل هذا لأستمر في مسيرة العطاء الصادق واثقا بوجود أمثالك من الكرام الكبار المنصفين ممن يتحلون بالفصاحة والحصافة.
ثم إنني أتفهم تماما رأيك الحصيف بشأن الهامش فهو لا ريب يعين المتلقي على إحاطة أفضل للنص ومعانيه الظاهرة والخفية ولكن وكما تعلمين فإن الأعراف الأدبية لا تتقبل فكرة شرح الشاعر لنصه من جهة وبأن شرح الشاعر لنصه قد ينفر منه القراء حين يرون في ذلك استعراضا من الشاعر لقدراته أو تعاليا عليهم واتهامهم بقلة الفهم رغم أن عدد غير قليل يحكم على النص بقراءة غير عميقة أو كاملة ... ثم إن في شرح الشاعر لبعض إحاطات حول نصه قد يكون فيه تضييق لأفق النص أو تحجيم أو تحديد لأبعاده الممتدة في ذهن المتلقي.
باختصار أفهم ما تقصدين وأراه منطقيا ولكن تطبيقه قد يكون صعبا وقد لا يخدم النص ولا الشعر في بعض الأحيان. والمطلوب هو الرقي بالتعاطي النقدي الأدبي والذي يشهد تهافتا شديدا وتراجعا كبيرا في ها العصر إضافة لتهافت الذائقة التي إنا تتناول النص ذا الطبيعة المباشرة أو النص ذا الطبيعة المغرقة في الرمزية والغموض فلا يفهم بيانا ولا مرادا وإنما يكتفي بالإعجاب بالصور البيانية الحداثية التي تقوم أساسا على التناقض والهذر كشخير الماء وشهقة الصخر ورجفة الهواء. المطلوب هو نقاد مبدعون يسبرون أعماق النصوص ويعملون خيالهم في إطار اللغة الشعرية والصور البيانية ويستقرئون ما بين السطور دون سفور في الطلب ودون جنوح عن الأرب ودون خروج عن الأدب.
ويمكن للقارئ أو الناقد أن يسأل عما يشكل عليه كما تفضلت هنا فيمكن حينها الشرح والتوضيح وفق ما يراد ويناسب وأنا أشكرك هنا على ما تكرمت بالتساؤل حوله بما يمنحني سانحة لتوضيح بعض ما غم في النص وأستأذنك في أن يكون الرد على جزئين.
أولا بخصوص مطلع القصيدة وسؤالك عن التناقض.
بداية كنت أشرت أني كنت كتبت النص على مرحلتين على غير عادتي ... كان كتابة الجزء الأول منه بعد ما كان من مشاركتي في تلك المسابقة التي سموها زورا "شاعر الرسول" ولم يكن من عادتي أن أشارك في مسابقات بل كنت من ينظم المسابقات الأدبية حتى قبل كل ما ترون من مسابقات كأمير الشعراء وشاعر الرسول وغيرها. ولكن قدر الله أن علمت بالمسابقة مصادفة وقبل انتهاء الموعد النهائي بيومين وكانت المسابقة في دورتها الأولى وأغراني اللقب وبأن أتشرف به ليكون لي حجة للشفاعة وقرأت ما كتب المنظمون عن المسابقة من حيث التأكيد على الجدية والنزاهة وخدمة الأدب وبما يحمل معنى مسابقة الرسول من طهر وصدق يؤمن به أن يكون ما يعرف في أمور العرب من فساد وتلاعب في النتائج كما يحدث في مسابقات أخرى خصوصا وأن هذه المسابقة كانت كما بدا للجميع وكأنها بديل مقصود لمسابقة أمير الشعراء تلك. وغالبت نفسي بين رغبتي في اللقب لذاته وبين خشيتي من فساد الذمة في مثل هذه المسابقات ورجح لي وعودهم بالنزاهة والجدية والعدالة المشاركة خصوصا وأنني كنت كتبت قصيدة مطولة من 99 بيتا في مدح الرسول قبل شهور قليلة من تلك المسابقة ودون علم لي بها فخلت حين علمت بأمر المسابقة قبل يومين من نهايتها أن الله أراد لي أن أشارك فتوكلت عليه وشاركت.
وحدث في تلك المسابقة من أمور قد أكتبها بتفصيلاتها يوما ما بما فيها من عجائب ومصائب وبما حملت من تلاعب ويكفي أن أقول هنا مثلا أن المحكمين الثلاثة في النهائي كانوا من أكثر ثلاث بلدان في مؤشر الفساد ليس على مستوى الدول العربية فحسب بل على مستوى العالم فيما يخص الرشوة والمحسوبية والاتفاقات السرية، وبأن رئيس اللجنة المنظمة ورئيس اللجنة الأمنية وأحد أهم المحكمين في مرحلة قبول المشاركات وأكثر المشاركين وأكثر الجمهور رأوني صاحب اللقب ... ورغم شعوري بأن الله أراد لي الخير بأن يكون ما قدمت من شعر وشعور في ميزان الله لا في ميزان دولارات البشر إلا أن الأسف والألم مما رأيت من فساد ذمم وتهافت همم وسوء خلق وظلم شديد جعلني أكتب هذه القصيدة أدافع بها عن قدري وقدرتي التي استغلوها لصالح المسابقة للأسف وأنتقد وأهجو كل فاسد متلاعب وأمدح كل منصف صادق، ثم أني حين وجدت مشاعر الغضب تملي حرفي وتحتد في الهجاء تركت النص طوال هذه الفترة حتى كانت زيارتي للمغرب حيث أعيد طرح هذا الموضوع من قبل عدد غير قليل من الأدباء والشعراء بعضهم شارك في المسابقة وكان رأيهم أنني الأجدر باللقب وبأن اسمي استغل لصالح المسابقة لا أكثر فعدت للنص قبل أيام وأضفت إليه جزءا مهما متعلقا بحال الأمة وهذبت بعض ما لم يطب لي من حدة الهجاء.
وبالطبع فإن هذه القصيدة وإن حملت في جزء منها الهم الخاص فإنني أردتها أوسع وأشمل للهم العام ذلك أن ما يحدث من فساد في المسابقات يحدث في غيرها من أمور الحياة واستشراء فساد الذمم وتهافت الهمم وضياع العدل وفقدان المروءة هو بزعمي ما يوصل الأمة لهذا الضياع على كل صعيد للأسف الشديد، وعليه فالقصيدة هي في مضمونها تحمل الهم العام وإن انبثقت من الهم الخاص ، ومن الظلم التناول بالتنازل فإما هذه وإما تلك، بل يكون التناول بالتناقل بين هذه وتلك.
وبعد هذه المقدمة، التي أعتذر عن إطالتها رغم أنها لا شيء أمام ما عندي من أمر هذه المسابقة، فإني سأقوم بشرح البيت بناء على ما تقدم.
مطلع النص يقوم على توضيح ما ذكرت من أن لقب شاعر الرسول كان أمنية لي طلبا للشفاعة وليس لأجل المال أو الشهرة أو غير ذلك، ووالله لو عرضوا لي المال دون اللقب ما رضيت ولو منحوني اللقب دون المال لقبلت وسعدت. فهي أماني مشروعة والاستدراك ب "لكن" هنا هو استدراك تنزيه لا تمييز ذلك أن الأماني هي الرغبات والميول والشهوات في النفس قد تكون شريفة وقد تكون غير شريفة وتميل اللفظة في فقه اللغة إلى الجانب السلبي وهذه بعض آيات من الكتاب الكريم تبين هذا:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
فالأصل هو أن الأماني قد تحمل معنى غير شريف ولذا وجب الاستدراك للتنزبه وللتأكيد على أن القصد شريف والقاصد شريف وأن المشاركة لم تكن إلا لما ذكرت من شرف اللقب لا أكثر. وقد يقول قائل: ففيم وظفت اللفظة على ما فيها كأن يكون أمل أو رجاء أو مفردة لا تحوجك لاستدراك؛ أقول: إن ذلك بسبب الإدراك المتأخر بأن هذا الذي رجوته لم يكن أكثر من أماني لم ولن تتحقق في ظل حالة الأمة التي شرحنا ، وبأن ظني بأن اللقب هو ما يمكن أن يضمن لي ما أرجو من شفاعة هو ظن غير دقيق وأن الله أكرمني بما كان إذ لو كنت حصدت اللقب لشاب قصدي وقصيدتي بمال أو بمزيد شهرة ما قد يفسد علي الأرب.
وأما عن ما يبدو من تناقض الأماني التي بلا مثالب وكيف أنها مخالب فيجب توضيح هذه الأمور:
أما أول الأمور فهو لتوضيح ماهية الأماني كي لا يفهم من وصفها بالمخالب معنى غير مقصود فالأماني في ذاتها راقية طاهرة كريمة وليس فيها ما يشين كما شرحت أعلاه من خلال شرح الاستدراك.
وأما ثاني الأمور فهو لتوضيح أن أسلوب تحقيق الأماني إن لم يكن مناسبا فسيكون بمثابة مخالب تحلب الضرع بما في هذه الصورة من عمق تجسيد للأذى والألم وعدم تحقيق الأرب ومثلك لا يحتاج شرحا لعمق الصورة في العجز.
وأما ثالث هذه الأمور فهو لتوضيح أن كون الأماني بلا مثالب وكون الأسلوب مناسب فلا يعني بالضرورة أن النتيجة قد تكون غير مناسبة بمثابة مخالب تحلب فلا يكون منها اللبن وإنما الدم والألم والأذى.
وأما رابع الأمور فهو التنظير الفلسفي بأن رقي الطموح وسمو التطلع لا يكفي لتجنب نتائج مؤلمة جدا فرقي المقصد لا يعني بالضرورة رقي النتيجة بل ولا حتى ضمان تحقيقها.
وعليه يكون معنى البيت أن ثمة ما مناني بأمر ظننته خيرا فتمنيته بقصد شريف طاهر وأسلوب ظننته نزيه منصف وظروف لبست على عقلي حتى صورت لي الأماني تلك بلأي وإصرار أن فيها الخير الكثير كحلب الضرع للبن سائغ الشراب فإذا بأكف تلك الأماني الناعمة الحالمة مخالب تمزق ذلك الضرع وتدميه وتؤذيه بكل بأظفار الفساد والكذب والمتاجرة؛ فكانت الأماني بلا مثالب في الحلم ولكنها تجلت كمخالب بما كان من نتيجة أفرزها الواقع الفاسد الجائر.
وأخيرا أؤكد على أن لا يقف الحكم على المعنى هنا على الهم الخاص بل يجب أن يكون هناك نظرة للهم العام في النص وفي هذا البيت المطلع وخصوصا جانب التنظير الفلسفي فيه الذي أشرت إليه.
تقديري
أعود للرد على ما تبقى من تساؤلات بإذن الله تعالى.
أما الأول فليس الأمر قصرا على أمر المسابقة وإنما هو توصيف لحال عامة بات يستحسن فيها القبيح ويستقبح فيها الحسن ... وإنه لا يمكن عند ذي لب فصل واقع ما كان في المسابقة عن واقع المشهد الأخلاقي العام في الأمة والذي يؤثر على كل صعيد سياسي وعلمي وتعليمي وإعلامي وأدبي وفكري وديني ... إن ما كان من المسابقة ليس إلا عرضا واحدا من أعراض عدة لمرض خطير أصاب الأمة يكاد يذهل اللب ويذهب العقل وما ذاك إلا بسبب ضياع العدل وانتشار العذل وفساد النفوس.
وأما الثاني فنعم المواهب هي الفاعل للفعلين وأما حبل القرابين فلا أحسبك تسألين عن المعنى اللفظي فهو واضح وأما المراد في هذا البيت فهو أولئك الشعراء الذين يرون أن تأهلهم لمسابقة رفقة كبار الشعراء يجعلهم رأسا برأس وإن كانوا ضمن سلسلة الفساد التي ذكرت ففازوا ظنوا بأنهم باتوا أفضل منهم، ومن لم يفز يسعد ويطرب بثناء أمثال أولئك المحكمين الذين لم يختاروا لأنهم أكبر الشعراء أو أفضل الأدباء بل لعلاقات شخصية ومصالح خاصة ولا نكاد نرى لهم في الشعر شيئا مذكورا .. فيضحي أمثال أولئك المواهب بقدر الشعر والشعراء مقابل بعض ثناء ممن لا يمثل رأيهم شيئا حقيقيا في عالم الشعر بدل أن تنتصر تلك المواهب للحق والخير والجمال ويحكموا بالعدل والصدق.
وأما الثالث فالقباقب هو الكثير الكلام يصيب فيه ويخطئ ... أي هو أقرب للثرثرة بأنصاف الحقائق ذلك أن الأداء الإعلامي يعتمد على أمثال هؤلاء ممن يتحدثون ويتحدثون بثرثرة وبقليل من صواب وكثير من لغط وغلط وأمثال هؤلاء يكونون غالبا سطحيين لا يمكنهم سبر أغوار المعاني وعمق الصور والتراكيب.
وأما الرابع أما معنى اللجاجة لفظا فهو اختلاط الأصوات باضطراب وتعني أيضا الإلحاح والعناد في طلب الأمر بتهور ربما ودون تبصر ... وأما من معاني ما أردت هو أن طلبي اللقب بدا لي بعد ما كان أنه إنما كان لجاجة وأنه كان يتوجب علي أم أعي أن ما أريده وأرغب به يتحقق بدونها بل إن في الحصول على اللقب ما قد يفسد حقيقة رغبتي متى اختلط المال والشهرة به فأدركت أن فضل الله كان كبيرا حين صرف هذا اللقب عني لتكون قصيدتي خالصة لما رغبت به من شفاعة الحبيب خصوصا وأنني كتبتها لهذا وليس للمسابقة أو للفوز.
وأما الخامس فاللحن هنا ليس المقصود به الموسيقا وليس المقصود به ذات اللغة ... وإنما أردت به هنا الخطأ في الكلام إعرابا وتوظيفا "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ"دلالة على جهل من يدعي أنه مبدع أو أنه أديب ومثقف أو أنه يمكنه الحكم على فنون الإبداع فكيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه؟؟ يعني مثلا مما كان في المسابقة أن سأل أحدهم مستنكرا عن معنى يؤز ومعنى الغرقد ... وعذل آخر نسيب الغزل في شعري ولم يكن ثمة غزل بل نسيب حكمة وأضحك هذا الجمهور عليه.
أكرر شكري وأرجو أن تكون ردودي المقتضبة قد شرحت جانبا مما قد يكون غم على بعض القراء.
تقديري
مع هذه الانفاس الشعرية العذبة والطويلة كنت أتأمل الافكار الرائعة والصياغة الشعرية المبدعة
شاعرنا القدير الدكتور سمير
دمت تتحف ارواحنا بجمال الشعر وعذوبته
خالص الاحترام والمحبة