أنا وَاللّيلُ وَالضَّبْعُ
أخَافُكَ لا الظَّلامَ ولا الضَّبَابَا أخَافُكَ لا الضِّبَاعَ وَلا الذِّئابَا أخَافُكَ لا أخَافُ سِوَاكَ رَبِّيْ وَغَيْركَ ما حَسبْتُ لَهُ حِسَابَا يَظُنُّ الوَحْشُ بِيْ صَيْدًا وَإنِّي أنا الصَّيَّادُ لو زَادَ اقْتِرَابَا أنَا وَالليلُ وَالضَّبْعُ اتَّفَقْنَا يَرَى هَذَانِ في هَذَا مُهَابَا أيَا ضَبْعَ ابْتَعِدْ ـ دَعْنِيْ وَشَأنِيْ فَمِثْلُكَ لا يُوَافِقُنِيْ اصْطَحَابَا إذَا لَمْ تَبْقَ عَنْ دَرْبِي بِمَنْأى أرَيْتُكَ كَيْفَ تَبْتَلِعُ اللُّعَابَا يُرِيْدُ الضَّبْعُ أكْلِيْ وَهْوَ يَدْرِيْ يَقِيْنًا أنْ سَأشْرَبَهُ شَرَابَا لَدَيْهِ شَجَاعَة تَكْفِيْ لِأكْلِي وَلَكْنْ عِنْدَمَا أغْدُو تُرَابَا لَقَدْ عَلَّمْتُهُ دَرْسًا ثَمِيْنًا خُلاصَتُهُ ــ مُرَافَقَتِيْ انْسِحَابَا حَمدتُ اللهَ ثم شَكَرْتُ جَدِّي لأنَّهُ قَالَ لي يومًا ــ عِتَابَا إذا ما كُنْتَ ذا قَلْبٍ جَسُوْرٍ فَأوْصِدْ كَالنِّسَاءِ عَلَيْكَ بَابَا حَوَائجُكَ التي تُقْضَى بِلَيْلٍ سَيَقْضِيْهَا النَّهَارُ وَلَوْ سَرَابَا
محمد الحميري
27 / 1 / 2019 م