يا رَبِّ جُدْ بنسَائمِ الألطَافِ
و امسحْ بها سَقَمي فأنْتَ الشافِي
مَنْ لِي سِواكَ لمِثلِ ما بِي إنَّني
مُضْنىً ، و ما حَالي علَيكَ بِخَافِ
هَجَع الرُّقودُ ، و أسْهرَ الجفْنَ الوَنَى
جَيشٌ مِنَ الآلامِ في أطْرافِي
قَلَّبْتُ مِنْ كَتِفِي مَواضعَ راحَتِي
ألفيتُني أبَدًا بلا أكتَافِ
أمسَيتُ لا جفْنٌ يُسِيغُ من الكَرى
كأساً ، و لا جَنْبٌ لدَيهِ يُصَافِي
ليلٌ تَجهَّمَنِي ، و لَمْ أرَ مثلَهُ
ليلاً خَلاَ في العُمْرِ ، و الأسْلافِ
ليلٌ بلا صبْحٍ كأنَّ سُدُوفهُ
ألقَتْ مِنَ الأغْوالِ فِي أعْطَافِي
تنتَاشُنِي ، و علَيَّ مِنْ وقْعٍ لهَا
مثلُ القَنا دُونِي ، و كالأسْيَافِ
ضَاقتْ علَيَّ مذَاهبي ، و موَاجِعي
أوْهَتْ جَمِيلَ الصَّبْرِ بعدَ إلافِي
يا ربِّ عبْدُكَ عندَ بابِكَ مُلْتَجٍ
يا باسِطَ الرَّحَمَاتِ ، و الألطافِ
يا مُذْهِبَ الحُزنِ الشَّدِيدِ ، و مَنْ لَهُ
طبُّ الورَى ، و مِنَ الهُمُومِ مُعَافِي
أنتَ الكَريمُ رأيْتُ فضلَكَ سَابِغاً
يا مَن حُمِدْتَ لفُزَّعٍ ، و ضِعَافِ
و أَجبْتَ أيُّوبَ الصَّبورَ لِضُرِّهِ
و شَفَيتَهُ ، و كَفَيتَهُ ، يا كَافِي
ارحمْ أخَا العَثَراتِ جَاءَكَ لاجئاً
يدْعوكَ يا ذَا العَدْلِ ، و الإنصَافِ
يا غوْثَ رَاجِيهِ ، و كاشِفَ هَمِّهِ
يا عالِماً بالحَالِ ، و الأوصَافِ