الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين
حديقة عمري ما يباســـك أورقي
أنا الأمس في ميناك أحرقت زورقي
تجشمت أخطار البحار بهمتي
وسابـقت كـل المبحـرين لأنتـقــي
جميع معاني الحسن عندي وجدتها
علـيـكِ كأنــا قـــد خلقــنا لنلتقــي
بدا الأمر مثل الحلم ياحلم فاصدق
فلا شيئ في تلك الملامح منطقي
وجاوبني عنك الزمان وقال لي
لكم مهلة في العمر يا عمر كم بقي
على نخلها مثل الرماد يريبني
أتخضر أوراق النخيل إذا سقي ؟
أجاب وحتى لو بنهرٍ وضعتها
وهل يرجع المقتول حيا إذا رقي!
وهل أنت مثل الأمس قلت له أنا
تلكأت في ردي تحسست مفرقي
جلست على السبعين عاما أعدها
لقد آن أن أطوي من الأرض بيرقي
وقد مات أترابي فلا شيئ لي سوى
بقية وقــتٍ فيـــه أحفـــر خنــــدقي
حديقة عمري لم أرَ الأمر آسف
ظننتك زورت الجفاف لتُعتَقي
أردتك طول العمر في حالة الصبا
ظننتك فــردوسا وجئـــــت لأرتقي
خُدعت ولم أُشغل بغيرك والهوى
ويا ليتني قد كنت في الحب متقي
فلا ذنب إلا لي ووحدي اقترفته
رجوتك يا رحمن رحماك بالشقي
شهريار