أسامحُ ليس حبًا للأعادي
ولكن كي أريحَ به فؤادي
فـإن قـلوبنـا بالحـقد تـذوي
ولو قُدتْ من الصخر الصلادِ
وحمل الحقد سجنٌ واعتقال
وغبنٌ في الحياة وفي المعادِ
فإن جاورتَهم فتوقَّ منهم
وعاشرْ بالأقلَّ من الودادِ
فمنهم أحمقٌ لا خيرَ فيه
وإصبعه استقر على الزنادِ
يرى في الحلم والإحسان ضعفًا
ويـغـريه التـصـبُّـر بالـتمــادي
إذا لاطــفــتَــه يـــزداد غــيًّا
ويُذكي النار من تحت الرمادِ
فلو جازيتَ أهلَ الغل غلاً
فما فرق اللئيم من الجواد
ولو يغشاكَ لـيـلٌ سـرمـديٌّ
لما عُرف البياض من السواد
فأجر الكاظمين الغيظَ جمٌّ
وحسبك كافـيًا ربُّ الـعباد
وأسوتنا رسول الله أوذي
وسُفِّه دينُه في كل نادي
فنالوا منه واتخذوه هُزوًا
وذمَّـوه بـألـسنـةٍ حِــدادِ
وحين استسلموا ما اقتصَّ منهم
ولـم يـطـلـبْ بــثــأرٍ أو يـعــادي
فمن يغـفرْ يجـدْ ربًا غـفـورًا
ومن يحقدْ يجدْ مُرَّ الحصادِ
تجاوزْ وابتسمْ واغفرْ وسامحْ
ولا تغضـبْ فإنـكَ في جـهـادِ