كلّما اختنقتُ بصبرِ الغيابِ
اشتدّت سواعدُ الرّحيلِ
لنزعي من أطلالِ معابر الذّكرياتِ والحنين
لمن تركتموني وحيداً ؟
أفي مهبِّ عاصفة الوجد ؟
أم في يبابِ وهم لقائنا القريب ؟
بكلّ شراسة الأحزان
تهاجم المنونُ أفول نبضي المتعب
ويشتدُّ الوجعُ بي .
ويلفحُ يُتم روحي ...
وهجَ القطيعةِ والفراقَ .
يتنازعني
يأسٌ منك
وأمل خبأته لك ...
قبل الثّواني الأخيرةِ
من اشتدادِ فقاعاتِ الأنين .
يحزُّ وجعُ غيابك مضغةَ الصّدرِ ...
واهتراءَ الصّبرِ ...
وتمتماتَ الجنونِ ...
فأستدعي قبل النزاعِ الأخيرِ
جذوةَ أمل
أنفخُ في دخانِها
لتشعل لي ...
قديم وجدك
يا روحَ الروحِ
لقد غصّتْ بي الظنون
فأرسل لي نبضةً
من صفاءِ قلبك
لأستعيد بها بهاء الرّوح
يا شوقي الخالد
ما بين شهقةٍ وغرغرةٍ
زرعتُ لك دمعةً في حقلِ ماءٍ
وأنتظر حصادها منذ أن فار التنور وطغى الماء.
والسنة في عدي لغيابك ضوئية الزمان غريبة المكان
وومضة غيابك في عدّي قبل رسو سفينة نوح بأيام
(من كتابي لِمَ تخليتم وقت الحاج عني)