رسالةٌ إلى لا أحد
رسالةٌ الى امرأةٍ لم تخلقْ بعد
رسالةٌ لكِ أنت يا روحَ الرّوحِ وكلّ العمر
رسالةٌ لملاكٍ لم يخلقْ مثلها بعد
مع بدايةِ كلّ صباحٍ أبحثُ عن شيءٍ يأتيني بكِ و منكِ
ومع أولِ خيوط كلّ فجرٍ أزرعُ لكِ في حديقتي الغناء شمساً وغيمةً
لعلكِ تمرّين لتستريحي في واحتي تحت ظلالِ شجرةٍ مباركةٍ
هي كلّ ما تبقى لديّ من ذكرياتِ الأُنس
تُذكرني بطلّتكِ كلّما هبّت نسمات الحنين بين قلبين جمع بينهما ذات يومٍ طهر الحبّ
أبحثُ تحت ظلّها عن فتاتِ المسكِ المنثور من أعطافكِ في كلّ زاويةٍ وركن
أبحثُ عن وردةٍ محملةٍ بعطرِ انفاسكِ لينتشي بها القلب
أبحثُ عن بضعةِ حروفٍ كانت تشي لي بالحبِّ
عن بسمةٍ خجولةٍ كنتُ أقطفها من دحنونِ شفتيكِ ...أثملُ بها وأنا أبتسمُ لكِ بصمت
عن نظرةٍ كانت تذيبُ الصّقيعَ المتراكم من سنينٍ حول مكامنِ النفسِ
عن مرآةِ ذاتي في عينيكِ
عن الحنينِ الكسيحِ ولظى الشوق
عن نبضاتٍ لم تعد تزورني
عن حبٍ لم يعد يقتصر على حرفين فقط ...بل تعدى كلّ حروف الأبجدية للغةٍ من صنعنا ...
حروفها تُلمس وتُحس
عن شهقةٍ تلازمني كلّما رنّ الهاتف لعلّ في طَرَفهِ الأخر تكونين أنتِ
عن أملٍ يبدّدُ عتيمات الدُّجى في ماضٍ وحاضرٍ من العمرِ ...
عن أملٍ بمستقبلٍ مزهرٍ هو أنتِ
عن ...وعن ...وعن ...وعن
يتبع ......
وربما لا يتبع ... إذا تعثر الحرف بأناتِ الوجد