بغدادُ يا حضنًا حمانِيَ حينَما
حَكمَ الزَّمانُ عَليَّ بالتَّهجيرِ
بغدادُ يا بيتَ الأصالةِ ها أنا
أرثيكِ شِعرًا مِن عَذابِ ضَميري
و لَطالَما اشتقتُ اللِّقاءَ مُحَملًا
باللَّومِ عن صدِّي و عن تقصيري
بغدادُ عُذرًا لم أكنْ مُتصدِّرًا
مَعَ مَن حَوَيتِ بِساحَةِ التَّحريرِ
لكِنَّني و اللهِ أرقَبُكِ كما
عاينتُ حَقِّي المُستباح لغيري
و على قُبُورِ الماكثينَ بِأرضِنا
دَوَّنتُ شِعري مُعلِنًا تذكيري
بِمَنِ استهانُوا بالحَياةِ و عِزِّها
و استشهَدُوا في وقعَةِ التَّكفيرِ
و بِكُلِّ دارٍ هُدِّمَتْ جُدرانُها
ظُلمًا و ذاقَتْ سطوَةَ التَّدميرِ
هذا و عُذرًا للشَّهيدِ و أهلِهِ
إن لم يَنلْ رِضوانَهم تعبيري
ثامر عبد المحسن النمراوي