كان يتّخذ من زاوية بالرصيف مربضا له ,حيث تمكن عبر الوقت من صناعة كرسي وثير و فريد من نوعه عن طريق جمع خرق القماش و ربطها إلى بعضها بالخيوط و الأسلاك .. مما جعله كرسيا عجيبا , يقف أمامه المارة , و يمعنون النظر فيه طويلا , فقد جاء تصميمه متراوحا بين بردعة الحمار , و عش الطائر المنتصب بين أغصان الشجرة القريبة منه .
لقد جعل بعض الفضوليين من الغرباء عن المدينة , و (التوريست) يلتقطون له صورا مقابل بعض القروش .
كان يتجمع حوله أحيانا جمع من الطلاب , يمازحونه و يسألونه حول الكرسي, فيقول : ما الفرق بيني و بين رئيس الجمهورية ؟
هذا كرسيّ الفخم , و هذا شعبي المحيط بي , من القطط و الطيور . كان يقضي كامل وقته متربعا فوقه
يستجدي المارة , تصدق عليه ذات مرة أحد ( التوريست) باليورو فلم يقبل معللا ذلك أنه يرفض اليورو , و الدولار , و لا يقبل غير العملة المحلية . حتى إذا جاء المساء ,فتح كيسا من النيلون , و أخرج منه مجموعة من الكلاليب و الأسلاك , و ربط الكرسي جيدا للعمود الكهربائي , ثم غادر للحي القريب حيث مسكنه المجاور , الذي ورثه عن والده المتوفي .
سأله ذات مرة أحد المارة :ما الغالية من ربط كرسيك للعمود و هدر كل هذا الوقت في معالجة الأسلاك و تشبيكها هل هناك من يرغب في أخذه ؟ فأجاب أخاف عليه من السرقة , فقد يأخذه مني أحد المارة , ليتربع على العرش بدلا مني , ألم يسرقوا من قبل كرسي حسني مبارك , و كرسي زين العابدين بن علي , و كرسي معمر القذافي !!! .