ارتدى معطف اليأس ، وأحكم عليه أزراره
فاختنق كفرا.
في عيد ميلاد كريمتي فلسطين أم آدم / د. لطفي الياسيني» بقلم لطفي الياسيني » آخر مشاركة: لطفي الياسيني »»»»» من نادر وطرائف العرب.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» مع شيخ العربية محمود شاكر "اختياراتٌ ودررٌ"» بقلم بهجت عبدالغني » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» لماذا الجن يكره التمر سبحان الله؟؟؟؟؟؟» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» جفاف» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: الفرحان بوعزة »»»»» من أطلق الرصاص» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» في عيّنيها أبصِرُوني» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» صلاة يوم الجمعة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» صباحك مسك وعنبر» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»»
ارتدى معطف اليأس ، وأحكم عليه أزراره
فاختنق كفرا.
ومضة جميلة ومكثفة تختزل معانيَ كثيرة..
اليأس من رحمة الله كفر، وقد أحسنت الكاتبة باستخدام التعبير (وأحكم عليه أزراره) للتعبير عن الضيق الذي أوقع ضحية اليأس نفسه فيه ربما حينما سلك درباً غير الحق.
تقديري الكبير.
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
قرأت العنوان فتخيلت إنه يتحدث عن الكورونا فهو حديث الساعة على كل لسان وفي كل مكان
فلما وجدت إنه يتحدث عن اليأس ـ قلت حقا ..فاليأس داء عضال أشبه ما يكون بالسرطان
فلنضرب رأس ذلك اليأس بقوله تعالى : ( لا تقنطوا من رحمة الله)
ونقسم ظهره بحقيقة الحديث القدسي ( أنا عند حسن ظن عبدي بي)
بالصبر والتقوى وحسن الظن بالله رب العالمين والتوكل عليه نقتل اليأس قبل ان يقتلنا
ومضة مكثفة ومعبرة ـ سلمت يداك.
نهاية حتمية لكل من اتخذ هذا السلوك طريقة للعيش في الحياة
دام ابداعك.
الله الله الله
على هذا الحرف الذي اختصر كتباً بموعظة وعبرة لها ثقلها ولها وزنها في ميزان إيماني، يقف المتأمل أمام واجهتها كي يبصم بوشمه على جبينها بعظمة جمالها وعمقها المنحوت بحرفية وإتقان..
فمن خلال عنوانها حتى آخر اختزالها، كانت بمثابة اكتمال شامل وانسجام يجمع العنوان بالنص..
فالعنوان/داء قاتل/ يجمع الداء من أثر اليأس، لينتهي بالاختناق كفراً..
لأن أي داء عندما يستفحل بالمرء، فإن أثره لابد أن يترك مرضا مزمناً أو أن يقتل صاحبه، إن كان مرض نفسي أو جسدي، فكيف بمرض النفس عندما يستفحل بها الكفر الذي هو نتاج اليأس والقنوط من رحمة الله، وقد قال الله في سورة الأعراف: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156).
فكيف يتخذ الإنسان اليأس طريقا في الحياة وهو ينقطع به عن رحمة الله، ليؤدي به بشكل كبير للكفر..
فالكاتبة وصفت اليأس بوصف دقيق متقن بمعناه ومحتواه، إذ جعلت اليأس معطفاً للارتداء..
/ارتدى معطف اليأس/
والمعطف وسيلة للدفء والشعور بالراحة من برد الحياة، فكيف إذا اتخذ الإنسان دفء حياته بكل تعرجاتها معطف يأس..
الكاتبة وضعت من الفعل الماضي/ ارتدى/ كي تقول أن الكفر ليس مجرد يأس للحظة وينتهي بالاستغفار، بل جعلته رداء ولباسا، بمعنى أن اليأس قد استفحل في الأعماق ولم يعد يستطيع صاحبه أن يخلعه، وهذا كناية عن شدة تمسكه باليأس كمنهج حياة، والذي يصل بها ثع الدفء والعيش به بقناعة، إلى الكفر برحمة الله وعفوه وفرجه الذي لا ينقطع عن عباده المؤمنين..
وفوق إيمان المرء بالكفر ولباسه إياه، نجده قد أحكم عليه الأزرار، كعملية استدراج للاختناق من أثر تمسكه باليأس، ليكون الاختناق بحبل الكفر والحجود برحمته تعالى..
وهذا الوصف الدقيق البارع هو عنلية إبداعية تدل على حرفية في تنظيم الحروف وفي الأسلوب الذكي..فكان قولها:
/وأحكم عليه أزراره
فاختنق كفرا./
فالكاتبة بوصفها البارع استطاعت وضع العبرة والموعظة في أقل الكلمات، كي تبث روح العبادة وتحمّل عناء الحياة وابتلاءاتها والمحن التي يتعرض لها الإنسان، على أساس الشكر لله وحده والذي هو أدرى بعباده من فرضه عليهم الابتلاءات والمحن، وحتى يدرك الإنسان قيمة الصبر وقيمة الحمد والشكر لله وكيف هو بذلك مكفراً للذنوب وما يحمل الابتلاء من الخير الكثير الذي لا ندركه إلا بعد حين..
الكاتبة الأديبة الراقية المبدعة
أ.ناديةمحمد الجابي
لقد وضعت قصة قصيرة جداً أمام المتلقي كي يقف بتدبر وتأمل أسرار حرفك وبهاء ما تجدلينه من براعة النسج ورسم الموعظة بإتقان..
بورك بحرفك وبقلمك وبروحك العطرة، وأنا أسأل الله تعالى الثواب والأجر في بث روح العبرة والتعلم من دينه سبحانه وتعالى..
جعلها الله في ميزان حسناتك
وفقك الله ورعاك حق رعايته
وزادك علماً ونوراً وخيراً كثيراً
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
بل أنا التي تقول : الله .. الله على قراءة واعية من شاعرة وناقدة قديرة
وحضور عبق ينعش القلب امتنانا..
شكرا من القلب لردك المستفيض الذي بلور ما أردت إيصاله
عبر كلمات بعيدة العمق والأفق
حضور أنيق سكب عطره على ومضتي المتواضعة فانتشت به الحروف
تنثرين الجمال حيث مررت ـ وتضفين على النصوص بعميق قراءتك وبديع فهمك ألقا وقيمة
شكرا جزيلا ـ ولك محبتي الصافية وباقات الورد.