كلُّ السَّحائبِ مرّتْ فوقَ تينَتِنا
......................................لكنها أكلتْ من تينها وكفى
لم تسقِ جذرا ولكنْ ضلَّ ممطرُها
..............................مرَّتْ مرورا وكان الهَطْلُ مُنْحرفا
"بلفور" أوْمَأَ لكنَّ (الألى) منَحوا
.................................وتينَةُ اللّدِّ (خسْفا) لم تَعُدْ هدَفا
واللّدُّ كالقدْسِ يوما منْ مآذِنِها
...................................اللهُ أكبرُ في الأسْماع قدْ هتََفا
بغدادُ عاصمةٌ (أخرى) وقدْ سُقِيتْ
.................................نارَ الوَقيعةِ والميزانُ قدْ نُسِفا
"بلفور" يلعَبُ والعرْبانُ في يدِهِ
.........................ما ماتَ بل سادَ في الشطرْنْجِ محترفا
هذي البيادِقُ في كفيهِ لمْلَمها
............................... صارت مقسمةً في جيبه غُرَفا
هنا الجنوبُ عن السودانِ مزَّقَهُ
........................... و"دارَفورُ" على الأعقابِ منْعَطِفا
قلبي على يَمَني واللِه "يأكُلني"
.......................... والنارُ تنهشُ والصومالُ قدْ خُطِفا
لبنانُ يلهَثً والأخطارُ محدقةٌ
............................... حدِّثْ بلا حرَجٍ في دارِنا طُرَفا
ما كانَ بلفورُ في الحُسْبانِ لو وقَفوا
.............................كالسدِّ لولاهمُ الطوفانُ ما جَرَفا
ولا تجرّأَ كلْبٌ أن يُناكِفَنا
..........................على ترابٍ من الفردوْسِ قد قُطِفا
لكنهم مالأوا بلفورَ وانجرَفوا
.............................وها هو اليومَ في أحداقنا وقفا
"بلفور" في دارنا يُملي ومكتبهُ
......................يحتلُّ من رقعةِ "الصالون" منتصفا
2/11/2010
***
ما انفكَّ يشبعُنا لَمْزاً خليفتُهُ
........................ويرفع الوعْدَ بالعرْبانِ ما اعترَفا
ما زالَ يعْكفُ والنُّكْرانُ في فمِه
.............................على نقائِصِه يبْني بها شرَفا
ونحنُ نجترُّ أحزانا وَنلعنُهُ
..............................وعندنا بعدَهُ ألفٌ مِن الخُلَفا
سودُ العيونِ وأرضُ العُرْبِ تعرِفهمْ
.........................زُرْقٌ القلوبِ مِنَ الأفلاذِ والحُلَفا
أحنوا له أطوَلَ الهاماتِ وانزلَقوا
.........................على الحذاءِ وكانَ اللَّعْقُ مُختلِفا
دانوا له فاستَوى واحتدّ منْتشِياً
................وصاحَ: لا عذرَ عندي.." مَطََّّها" صلَفا
قرنٌ مضى.. وقرونٌ في حظائرنا
....................تناطَحتْ شبَقاً في الحضْن أو شغَفا