ق.ق
شغاغة و عائلة ابن ياكل .. ( 1 ) ������
شغاغة شابة يتيمة تقطن مع والدتها المريضة في احدى القرى النائية ، في شظف من العيش وحياة قاسية ، لا تكاد تنبعث رائحة الطعام من منزلهم المتهالك إلا ما ندر تعمل شغاغة في بيوت بعض الموسرين لتحصل على قطع من خبز الذرة أو حبوبا تطحنها وتخبزها لتطعم والدتها ، وهكذا تمضي الأيام ثقيلة رتيبة لا يطل الفرح من زواياها ولا تعرف السعادة طريقاً إلى أبوابها .
وفي يوم من الأيام وبينما هي تستعد لمغادرة المنزل كعادتها للعمل لدى الجيران اذ لمحها رجل عابر سبيل فكأنما استحسن جمالها الذي أرهقه الجوع وأذبله الحزن الطويل ، اقترب منها وطلب شربة ماء ، لم تتردد شغاغة في جلب الماء للضيف الذي اتخذ شرب الماء وسيلة للتعرف عليها وسؤالها عن أحوالها ومع من تسكن حتى أجابته وعرف بمرض أمها وضعف الحال الذي تعيشه الفتاة وأمها، فعرض عليها الزواج وطرح عليهما فكرة الرحيل معه الى دياره وأنه سيتولى رعايتهما وسكنهما .
نظرت إليه الفتاة نظرة أمل كاد أن ينقطع من تفكيرها ولم يعد ضمن قاموس كلماتها ، بفرحة غامرة ورغبة في حياة كريمة ، طلبت شغاغة من الرجل أن يطلبها من شيخ القرية ليعلن زواجهما وبقيم لها مناسبة تليق بها .
ذهب الرجل إلى شيخ القرية وعرض عليه الأمر ، فرحب به وتم الزواج وأقيمت مناسبة متواضعة في مساء اليوم التالي بعد أن قامت الجارات بتزيين العروسة وزفافها إلى زوجها الذي قرر الرحيل مباشرة بصحبة عروسته وأمها .
حيث خرجوا من ساعتهم في رحلة طويلة إلى أن أواهم المبيت في الطريق بعد سفر طويل ورحلة شاقة ، تفقدت شغاغة والدتها واطمأنت عليها بعد أن فرشت لها فرشاً بسيطاً ، وغطتها ببعض ما توفر لها من الملابس بينما طلبت منها الأم أن تكون بجوار زوجها ، أقبلت شغاغة الى زوجها فوجدته يغط في نوم عميق وله شخير عجيب يهتز له المكان وبدت عليه علامات غريبة وملامح مريبة وكأنه يصارع شيئاً ما في منامه ، اقشعر بدنها وخافت وعادت إلى أمها تخبرها بما رأت لكن الأم هدأت من روعها وقالت لها : لعله متعب من طول السفر مرهق من عناء الطريق .
وضعت شغاغة رأسها على طرف الفرش الذي ترقد عليه أمها وذهبت تفكر في مصيرها مع هذا الرجل غريب الأطوار إلى أن غفت عينها قليلاً قبل بزوغ الفجر .
حيث استيقظ الرجل واخذ خرجاً كان معه لا يدعه لحظة وذهب خلف تلة قريبة كأنما يقضي حاجته ، بينما ترمقه شغاغة من بعيد لتستكشف أمره ، وما هي إلا لحظات حتى سمعته يعاود تلك الأصوات التي كان يصدرها وهو نائم ويخرج شيئاً من خرجه ويأكله بشراهة ولكنها لا تفهم ماذا يجري وأي شيء يصنع زوجها ..!
عاد اليها مبتسماً سعيداً ، يلعق شفاهه تارة ويمسح فمه بيده تارة أخرى. بعد أن قضى بعض الوقت خلف التلة .
استعد الجميع للرحيل ومواصلة السير وصعدوا رواحلهم وانطلقوا ، لكن شغاغة يقرصها قلبها من زوجها وتأكلها الريبة من أمره وتصرفاته الغريبة .