( ما كان ذنبي )
يا طِفْلَـــــتي إِننــي أَشْــــتاقُني عَبَــقا
حَيثُ الهَوى يَسْتَميلُ القَلْبَ والحَدَقــا
مُنْذُ ارْتَحَلْتِ وَوَجــــهُ الليــلِ مُرْتَعِشٌ
والبَدْرُ يَذوي وَبابُ الخَوفِ ما انْغَلَقا
حُزْنـــي عَليكِ يَفــــوقُ الكَوْنَ أَنْجُمَهُ
والدَمْعُ يَهوي إذا ما البَينُ قَـــدْ نَطَقا
مَنْ لي سِواكِ وأنتِ الحَرْفُ في لُغَتي
هاتي يَديكِ فَرَبُ الشِـــــــعْرِ قَدْ شَهَقا
كُنْتُ الذي قَدْ تَـــــوارى خَلْفَ أَضْلُعِهِ
كَي أَشْهَدَ القَلْبَ يَهذي عِنْدَما انْسَحَقا
عاتَبْتُ دمعـــي لِأَنَّ الخَـــــدَّ أَلْهَـــمَهُ
مَعْنى التَنائي إذا ما انْسـابَ وانْزَلَقا
عاقرتُ حُبي فَطَبْــــــعُ الثَغْرِ يُسْكِرُهُ
شَهْدُ النِداءِ وَكَأَسُ الشَوقِ ما انْدَلَقا
هَذي الحَياةُ تُخلي الروحَ في وَجَــعٍ
حتى يُظنَّ بِأَنَّ العِشـــــــقَ ما انْعَتَقا
أُماهُ إِني بَلَغْــــتُ الحُــــزْنَ في وَجَلٍ
ضُمي فَتاكِ وَصُبي العَطْـــفَ والأَلقا
ما كانَ ذَنْبي بِأَنَ الخَـــوْفَ يَعْشَقُني
حَيثُ الهوى يَسْـــــتَفِزُ الفُلَ والحَبَقا
خَيْطُ الوِصالِ يَقُصُ الصِدقَ في أَرَقٍ
يَنْدى مِـــراراً على مَنْ لَيتَـهُ صَدَقا