دعوني أرحب بأخي الحبيب أحمد الجمل بعودته بعد هذا الغياب فلله الحمد والمنة أنك بخير وعافية، ثم دعوني أعتذر له بتأخر ترحيبي لأنني والله لم أر رده الأول في الموضوع إلا قبل قليل وإلا فمثله أهل للترحيب والتقدير دون تأخير.
أتعلم أخي الحبيب أحمد!
من المضحكات المبكيات أنني كنت أكثر من الدعاء لك بالخير وأن تعود للواحة ولأخيك بعد كل هذا الغياب وأكثرت من هذا الدعاء في رمضان وخصوصا في ليلة القدر لأجد أن لعل الله قد استجاب لأجد أخي قد عاد ليتهمني مباشرة بالنفاق وقد شق على صدري وكشف أمري ثم لكأنه تقال ذلك فزادني بأن رماني بالكفر ثم زادني فجعلني شرا من فرعون والنمرود أتأله.
ثم أتعلم أخي الحبيب أحمد!
يشهد الله أن عندي بدل الأسلوب عشرا في الرد على ما جئت به من اتهام لأخيك ومزايدات بطولية في الدفاع عن الحق والرشد وتعليمي القرآن والعقيدة والرشد والحديث عن الصفع، وأنني قادر على تفنيد كل كلمة بل كل حرف مما قلت وبالدليل ... ولكني أبذل لأخي نفسي وقدري فلا أكون عونا للشيطان عليه ولا أبيعك وإن قلت في أخيك قولا عظيما وبهتانا كبيرا فأنت تعلم ما أنت لي وقلبي لن يتغير عليك وفاء وبرا رغم أن ذلك ليس من آيات المنافق.
وإنما لأنك أنت ولأنني أنا، ولأن من يقتطع السياق ويترك الأصل ومحور الحوار ومن لا يقرأ بعمق وهدوء كل ما قد قيل، ولأننا في زمن العجب بالرأي، ولحرصي على أن أترك الجدل، فإني سأكتفي بالرد عليك وأنا أقبل جبينك شكرا وتقديرا بهذا الكلمات من قلب أخ محب وإله سابق:
أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين!
أعوذ بالله أن أكون من الظالمين!
أعوذ بالله أن أكون من الكافرين!
وإني أشكرك من القلب أخي الغالي أن أقلت عثرتي وسترت حوبتي وكنت لأخيك نعم الناصح الأمين في هذه الأمور:
1- أشكرك أخي لأنك علمتني ما لم أعلم من آيات الكتاب الكريم رغم أنني أحفظه جله أو كله وأختمه في العام مرات فأعدتني لصوابي وعلمتني ما لم أكن أعلم.
2- أشكرك أخي لأنك أوضحت لي "العبرة" من قصص القرآن رغم أنني لم أوردها في سياق لو كنت تأملت ورغم أن فهمك لا يلزمني أن أضيق واسعا وأن القرآن هو الإمام المبين الذي هذبت نفسي باتباعه والتزامه بالفقه والقياس، فاعذر جهل أخيك وأشكر لك علمك وتعليمك.
3- أشكرك أخي أن ذكرتني بأن الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ولكن أعتب عليك هنا أنك سهوت أن تذكرني أيضا بأن "كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر". يعني من باب التحوط أن لا أدعي النبوة بعد الألوهية رغم فساد هذا القياس المعكوس .
4- الشكر الأكبر أخي طبعا أنك لحقتني في الوقت المناسب قبل أن أشرع في بناء صرح أصعد فيه فأنازع الله عرشه، ولكن ما كان لك من حق أن تتهكم علي في أواخر ردك الثاني لأنك لو لم تأت رادعا لي وزاجرا عن نفاقي ثم تألهي لكنت أريتك فيهم كيف يكون عذابي حين أستوي على العرش فلا تلم أخاك في أمر لم يتم وحاول بعد كل هذه السنين أن تحسن الظن فيه ولو في مثل هذا .
ثم بعد هذا فإني أعدك بما يلي:
1- أن أراجع نفسي وأستغفر ربي على نفاقي وتألهي على الناس وشق صدورهم وحسابهم واتهامهم، وأن أتذكر أنني عبد فقير إلى عفو ربه ورضوانه وإلى حب أخيه ورضاه.
2- أن لا أكتب مثل هذه القصيدة مرة أخرى ولا أن أنقل مثلها للواحة أبدا.
3- أن أعود متعلما للقرآن والشرع وأن أبدا في محاولة حفظ القرآن ولو جزء عم على الأقل.
4- أن أظل وفيا على عهدي لك بالأخوة الصادقة في الله والمحبة فيه ... كنت وسأظل غفر الله لي ولك.
أخيرا أرجو أن تعذرني في أنني لا أستطيع أن أعدك بالتخلي عن الحفاظ على حق كل فرد في أن يعبر عن رأيه بشكل راق محترم وحق الآخر في النقد والتخريج والتجريح للنص دون الشخص، مهعما كان هذا الرأي مخالفا، وأن نترك الحكم للناس وأن الحذف ليس بطولة وإخفاء الرأس في الرمال ليس شجاعة ولا غيرة، وسنظل نحفظ للناس قرهم وحقهم، وأن الكرام ينزلون الرجال منازلهم ولا يسارعون فيهم بالسوء. وإنني والله لو كنت أنت بالذات ولمكانتك الخاصة عني طلبت مني ما شئت لكنت لبيت بكل أريحية ومودة ولكني لن أحذف من المشاركات إلا ما خالف الضوابط وفق تقدير المصلحة العامة حتى وإن كلفني هذا اللحن والطعن في شخصي ونصي وديني وشرفي فالحق أحق أن يتبع.
وأنا هنا أؤكد على حق الأخ الشاعر مصطفى في أن يقول ما يشاء بل ويحق له أن يعاند ما شاء ، ولا يعني هذا أنه على حق أو أننا نقر ما يقول بل نخالفه جملة وتفصيلا، نتهم النص ولا نتهم الشخص ولا نسيء إليه كما فعلت أخي الغالي أحمد والأصل أن تعتذر له على الإساءة وأن ترفض نصه وتتناوله بكل ما شئت من انتقاد وتفنيد. وأنا هنا لم أحذف إساءتك للشاعر رعم أنها مخالفة للضوابط رغم أن في حذفها خدمة لك قبل أن تكون له فلا يرى منك الناس خلقا لا أرضاه لمن أحبه كأخي وقبل هذا لا يرضاه شرع الله وهدي رسوله، ولكني تركته كما تركت القصيدة وكل الإساءات والاتهامات التي تركت أصل الموضوع وتناولت شخصي كالعادة شاهدا وعبرة لأولي الألباب.
والله الهادي إلى سواء السبيل!
تقديري