لا تنحنِ
قفْ كالجبالِ ونحو أسبابِ السما..
شيِّدْ بروجًا بالدعا..
ثم امتطي ظهرَ الجلادةِ واقتنِ..
من كلِّ مرٍّ أو جميلٍ رشفةً..
من سكرِ الأقدارِ حتى نلتقيْ..
في خير أرضٍ بعد عمرٍ واعتنِ..
بحبيبتي تلك التي بذرتْ معي..
خيرَ السنينِ وخيرَ أيامِ الهوى..
حتى بدا في الليلِ بدرٌ لم يبِنْ مذ غادرت روحي بدمعٍ موطني
لا تنحنِ
بالأمسِ قد عشتُ المرارةَ نفسها
حزنًا وآلامًا ودمعًا حينها
مدَّ العزيزُ إلى جناني كفَّهُ
وأزاح عن وجهِ السكينةِ دمعةً قد أحرقتْ بالأمسِ كلَّ محاسني
وأزاح أستارَ السكوتِ بقولِهِ
يا صاحبي..
قد تذبلُ الثمراتُ قبل نضوجِها
وتحيدُ عن غصنِ الحياةِ وتنتهي..
بين الثرى والدمعُ في أعقابِها
حتى تعودَ إلى الحياةِ بجنةٍ كانت _كأحلامِ الصبا_ سيفًا قويًا دون أيِّ تمكُّنِ
يا صاحبي..
إني منحتُكَ ضوءَ شمسي والهوا..
حتى بذور الحلم فيك غرستها..
وسقيتها بدمي لآخرِ نبضةٍ
حتى أرى جذري يجاورُ أضلعي إن عشتُ في قبري قرونًا مثلما...
قد عاش أجدادي بنفسِ المسكنِ
فاصمدْ فلا جدوى إذا ملأ الهوى كأسَ الرفاةِ غدًا بدمعٍ آسنِ
واغمسْ دعاءَكَ في وعائي طالما تجري دماؤكَ في بحورِكَ واسقني
وإذا بلغتَ من الحقيقةِ بابها
وسَعَتْ شموسُ الحلمِ نحو غروبها
حرِّكْ فؤادَكَ جانبًا ثم ابتسمْ فالموتُ أولُ خطوةٍ للموطنِ
...
لا زلتُ أذكرُ كلَّ حرفٍ قالَهُ
لكنني لم أنتبهْ لعنائهِ إلا ودمعُكَ ثائرٌ في أعيني
أوصيكَ صبرًا يا حبيب فإنني...
جاهدتُ طول العمرِ كي لا تنحني
فإلى لقاءٍ بعد عمرٍ، صاحبي...
لا تنسني