طاب الموت
قلبي عليكِ، فدتْكِ الرُّوح يا حلبُ
إني لبعدِكِ قدْ أضنانيَ التَّعَبُ
ما غادرتْكِ يدُ الطاغينَ مُكرَهَةً
إلا أغارَتْ على أبنائِكِ السُّحُبُ
سقطَتْ عليكِ دموعُ الغيمِ قنبُلَةً
فماتَ قهراً على أغصانِكِ العِنَبُ
ما ذنبُ زَهرِكِ إنْ زارَ الحياةَ ضُحىً
حتى يحرِّقَهُ في ليلِهِ اللّهَبُ
يشدو للُقْمتِهِ في كلِّ قارعةٍ
أنشودةُ العيشِ لا يحلو لهَا الطَّرَبُ
يا طفلُ أنتَ على هاماتِهمْ شَرَفٌ
صدقْتَ وعدَاً، وعندَ السَّاسَةِ الكَذِبُ
تركوْكَ تقطفُ منْ صمْتِ الرَّدى حِمَماً
ذَهبُوا.. وليتَهُمو للحتْفِ قَدْ ذهبٍُوا
يا طفلةً حُرِّقَتْ بالنَّارِ وجنتُهَا
متى سَنَرْجِعُ، والآلامُ تنْسحِبٍُ؟
هل تذكرينَ بـ "بابِ جنين" منزلُنَا
ما بالُهُ صُلِبَتْ في ساحِهِ "الكُبَبُ"؟!
كانَتْ إليكِ دروبُ الحبِّ واصلَةً
وفي ربوعِكِ نهرُ الشّوقِ ينسَكِبُ
أبو فراسٍ يزورُ الشّعرُ مرقَدَهُ
وعنْ جمالِكِ أهلُ العشقِ قدْ كتبُوا
كمْ من سيوفٍ بسيفِ الدَّولةِ انثلمَتْ
وكمْ تَكَسَّدَ في حُسَّادِكِ الغضَبُ؟
والآنَ قومي بـ زِيِّ العُرسِ وانتَخِبي
من الرّجالِ، عظيمٌ. سيّدٌ. عذِبُ
مِنْ حيثُ أنتِ؛ فنادِي العُرْبَ قاطبَةً
ﻷجْلِ عَينيَ..
طابَ الموتُ يا عَرَبُ