المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد أمين
ليس من عادته أن يَرْجعَ باكرا إلى بيته ، نظرا لظروف عمله التي تستدعي منه التواجد طوال الوقت .
لكن في ذلك اليوم أنهى عمله بسرعة وأراد أن يقطع المسافة بين مقر العمل والبيت مشيا على الأقدام، واختار أن يسلك الشارع الذي يتوسط المدينة.
كان الشارع مكتظا بالمارة، ولكل واحد وجهته الخاصة، ولكن الذي لفت انتباهه طريقة لبس بعض النساء ، فهذه نصف عارية ، وتلك نصف محجبة ، والأخرى ....أحس بحرارة جسمه ترتفع ، حوقل ، وطأطأ رأسه وأكمل السير فإذا به يصطدم باثنين (ذكر وأنثى) لكنه لم يميز أيهما الأنثى إلا من صوتها من شدة التشابه حتى في تسريحة الشعر.
طلب العذر منهما وأكمل السير لكن برأس مرفوعة حتى لا تتكرر الحادثة.
لفتَتْ نظرَه لوحات الإشهار الكبيرة التي انتشرت على حافتي الطريق كالفطر ، فهذا إشهار لغسول جديد بمكونات جديدة . وذاك عن نوع جيِّد للثلاجات . وآخر عن الصيغة الجديدة للدفع ، الخاص بأحد المتعاملين في مجال الهاتف النقال .
لكن المصيبة أن أصحاب اللوحات الإشهارية تفنَّنُوا في إبراز مفاتن المرأة التي تعرض السلعة ، فصارت هي السلعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
توقف بعد أن أحس بالصداع ، أخرج هاتفه واتصل .
- ألو نعم.
- السلام عليكم زوجتي العزيزة ، كيف الحال ؟.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله .
- حبيبتي ، أريد أن أعترف لك بأمر مهم.
- تفضل عزيزي.
- هذا الأمر قلتُه لك من قبل ولكن اليوم له طعم آخر.
- على رِسْلكَ حبيبي ، ما الأمر.
- اسمعي ، أقسم بالذي رفع السماء بغير عمد أنك جميلة ، و أنه لا يوجد في هذا الزمان من هي أجمل منك ، وقد زادك حجابك وأخلاقك حسنا على حسن ، وإني ...أحبك.
- أنا أيضا عزيزي أحبك ، بارك الله فيك ، وأدامك زوجا مخلصا .
- آمين.
أقفل الخط وهو جدُّ مسرور ، حمِد اللهَ وتذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( فاظفر بذات الدين تربت يداك ).