وجه الشاعر
أحمد حسيـن أحمد
أغصانُ دمي تهجرها
أطيارُ الكلمات
وحقــول الشعر مغطاةٌ بالثلجِ
تحاصرها الأزمات
والشـاعـرُ في نفسي تعلكهُ أسنان الحسرات
لا زال كما منزوع نواة
تلفظــهُ قارعةُ الطرقات
لا أدري
هل للشـاعر وجـهٌ أم وجهان؟
وجهٌ للحزنِ
وجهٌ للحريةِ
من يعلن خاتمة الأحزان؟
من يُرجع مسلوب الأوطان؟
حــــرفٌ يتلوّى في حبري
هل يعرف ثمن الإنسان؟
يتعــلّم قـــومٌ من ألمي
ناموس الــثـورةِ كيف يصان
للشاعرِ وجهٌ حجريٌ
تتصارعُ فـيهِ الألوان
وبسـاتين الكلمـاتِ يروّيها
النسـغُ المتغلغل في البنيان
إليكِ أفــرُّ فلا تدعي أمطار حروفي
تُدلقُ في ساقيةِ الخوف
ولا تقفي بيني والشطّ
كحاشيةِ السلطان
خراجــكِ يـجبيهِ الأغرابُ
وسقفي السعف المتهلهل والغثيان
من يحميني من وجه الشاعر
إذ يتلوّنُ كالشيطان؟
من يقف اليوم بوجه قوى شارون
وجندالأمريكان؟
لا تبتئسي ذاك أسايَ
ومندبتي في زمن الحرب
أما في زمن النكبـةِفاحتسبي لله
وصومي عن مضغ الخذلان
عرفتكِ شامخةً لا تخشين الموت
فكيف سكتِّ على بطش الأغراب
وظلم السلطان؟
للشاعرِ وجهٌ يعرفهُ الطين
وساقية البستان
يعـــود إليكِ مع الأمطارِ لتغتسلي
فتفيض الشطآن