وافق شن طبقه
كان هناك رجلا من حكماء العرب وعقلائهم يقال له "شن"، ظل عازفاً عن الزواج لأنه لم يجد من بين كل النساء اللاتى عرضن عليه المرأة التى تملأ عقله !! ولم ييأس شن وقال والله لأطوفن حتى أجد المرأة التى تطابقنى فأتزوجها!!.. وذات يوم كان مرتحلا على دابته ساعيا إلى قرية قيل له أنه سيجد من بين نسائها ضالته المنشودة .. فصادف فى الطريق رجلا مرتحلا على دابته قاصدا نفس القرية .. فترافقا ...فلما اخذا فى مسيرهما سأل شن رفيقه على الطريق قائلا: أتحملنى أم أحملك ؟ فدهش الرجل لهذا السؤال وقال أنا راكب وأنت راكب فكيف احملك أو تحملنى ؟! فسكت عنه شن .. وسارا !! وعند مشارف القرية شاهدا أكواما من حصاد زراعة حقل .. فراح شن يسأل رفيقه اتراهم أكلوا هذا الحصاد أم لم يؤكل بعد ؟ ازدادت دهشة الرجل باسئلة شن وقال: اذا كانت أكوام الحصاد شاخصة أمام أعيننا فكيف يكونوا قد أكلوه ؟!! فسكت عنه شن وسارا ...
فلما دخلا القرية.. لقيتهما جنازه .. فسأل شن رفيقه أترى صاحب هذا النعش حيا أم ميتا ؟! .. وبلغ الضيق بالرجل مداه فصاح : ترى جنازه وتسأل عن صاحبها أميت أم حى ؟!! فسكت عنه شن وتهيأ لمفارقته لكن الرجل ابى أن يتركه حتى يصير به إلى منزله ويؤدى واجب الضيافة .. فمضى معه.
وكان للرجل ابنه يقال لها "طبقه" .. فلما دخل ابوها عليها حدثها عن ضيفه رفيق الطريق وأخبرها بأسئلته الغبية التى تنم عن مدى جهله..!! فقالت والله ياأبتاه ما هو بغبى ولا جاهل .. فقوله تحملني أم أحملك .. أراه يعنى اتحدثنى أم احدثك .. فطريق المسافر ثقيل وقطعه بالحديث يحمل ثقله .. وأما قوله عن الحصاد : أكلوه أم لا.. فانما يعنى أباعه أصحابه فأكلوا ثمنه أم لا .. وأما قوله فى الجنازه فانما يعنى هل ترك الميت ذرية يحيا بها ذكره أم لا ...
وخرج الرجل فقعد مع شن وقال له : أتحب أن افسر لك ما سألتنى عنه ؟!.. فلما فرغ من تفسيره قال شن ما هذا من كلامك فصارحنى من صاحبه ؟ فقال الرجل : ابنتى .. فبادره شن هاتفا أتزوجها !! وعاد "شن" بزوجته "طبقه" إلى أهله .. فلما رأوها قالوا : وافق شن طبقه .... فذهبت مثلا