|
كم عزفنا باكيا لحنَ الندمْ |
أمتي هل لك مقياسُ الذمم ْ ؟ |
من أبي ريشة رؤيا عاتبا |
جاءني طيفا بيأس مكتدم |
وسنُ الدفء ِ أجافي رمشه |
بجحود من كرى عين الألم ْ |
يا أبا ريشة : |
رؤيا قلمي ، أسرجت ليلي |
بقنديل التـُّهمْ |
قد ترفعنا بصوت مالح |
جـُدُرَ الذل وبيداء الصدى |
لم يجبْها |
( أمتي هل لك ذكرى كالأمم) |
قد أعدنا الصاع كـَيـْلـَيْ حـَشـَفٍ |
قمطريرَ الطعم من مثكول ِ فمْ |
لو بلولا فـٌتحـَتْ آلامنا |
لقلبنا الصمتَ من فتح لضمْ |
وعبرنا شاطئ الأوهام إنْ |
بحرَهم بالـجزر جيم الجزر زُمْ |
ويكاد الدمع يدمي كفَّ مـَنْ |
مسح المنديل عذرا أو سـَها |
ببقايا كبرياء كالعدم |
أتلقاك بجمرٍ عابث ٍ سـعَّرَ |
الطرف بدمع هل لكم |
منبرٌ للسيف |
أو سفر الكلم ْ؟ |
(خجلا من أمسك المنصرم) |
أين دنياك وهارون إذا |
خاطب المجد ومن أصدائه |
درجَ العز بخطو مبتسم |
وتربى السعد في بيت الألى |
مهروا تاج إباء بالقيم |
يا مثنى يا بن جراح ومَنْ |
سطعوا ليلا مصابيحَ هدى |
ومنارات ٍ بآفاق الإزم ْ |
خيلُ فجرٍ صاهلت نورَ المدى |
بمهار ِ الطهر لم تفارقـْها لـُجـُمْ |
وإذا خالدُ نادتـْه الفلا |
قال : لا نامتْ عيونٌ جـَبـُنـَتْ |
من أعادينا بحرب أو سلمْ |
أفلا منهم بليغا يتقي |
بصمام الحتف قلبا ضرَّه |
أن يموتَ الليث ُ في ربض ِ الغنم |
خفق عيش وفؤاد غـُصَّ من |
حرقة ٍ دامية ٍ طافت ولمْ |
يا رشيد الغيم لم يهطل سوى |
جمرات الدمع من يتم ٍ سـُجـِمْ |
مطرُ السوء بوادينا فـَـنـَمْ |
(رب وامعتصماه انطلقت) |
لم تلامسْ نخوة إلا بـِكـَمْ |
يا بلال وابن خطاب عمرْ |
جادنا العم بغيم من خنا |
بينما كنـَّا نياما ودنا |
بدأ العصف ببغداد وقد |
وصل الريح إلى بيتي هنا |
بعناقيد وما شــدوا الزيم ْ |
لم يغادر ريشة التخمين مـَنْ |
ظنَّ بالأمر فألقى لا يهم ْ |
في فلسطين ليوث أرضعت |
لبنَ الهم وأقداحَ الأمم |
من نهود ِ الضيم شبوا حلما |
في ربا العز وحطين القيم |
حجزوا المجد رصيدا رابحا |
نقطة ُ الصفر بها مليون هم |
مئزر الكبر على أقدامهم |
تحته تاج ُ مماليك ِ الخدمْ |
وشِرَاكُ الفخر تاج ٌ منهمو |
مهر الأسياد رأسا بقدم |
أين صار الـمـدُّ من بحر التهم؟ |
ومطايا موجة الثأر بلا |
واتـَرٍ أسرجَ إعصار الحرم |
في حمى المهد ِ لهيبٌ أمتي |
صلبتْ (عيسى) ( وَهُـزِّيْ ) نخلة ً |
تـُسْقـِطـُ المهدَ ببغي تـُتـَّهـَمْ |
وعلى (مريم ) زورا وأذى |
تركوا الطفل يتيما لاجرمْ |
هذه أخبار ( عاد ٍ) سيدي |
وثمود ( وشقي) نسخوا |
منهما الجبت وطاغوت العدم |
لم يعدْ للريش معنى فاتخذْ |
سيفَ( آيات ٍ) وطـَلـِّقْ بنتَ فمْ |
وفلسطين التي غـنـيـتـَها |
(أمتي هل لك بين الأمم )ِ |
منبر الأقصى بها من حوله |
سادنُ العهر ويرعاه الصنمْ |
يا أبا ريشة هل أسمعتنا |
بدلَ الشعر ِ وما خط القلمْ |
قد صنعنا الجبن تشجيعا لنا |
من قتام الخوف من سام وعمْ |
وأكلنا( جبنَ كيري) بعدما |
جفَّ ضرعُ المجد في مرعى القيم |
بعدما جفَّت بمرعى ذاتنا |
مائلات الرأس قلنا |
لاجرم |
ليس منـِّا بل علينا سهـَّلوا |
بطنَ تاريخ ٍ كشيطان الحمم |
فاستطبنا لعق أوضار الدنى |
وحثالات زمان قد فـنى |
لا تعاندْ من إذا قال جزم |
وامحُِ سطرَ الآه يا تاريخنا |
واملأ الدفتر مرحى طفل أم |
ــــــــــــــــــــــــــــ |
الكويت :21/3/2006 |
|