( إلى تلك النجمة التي طالما سهرتُ مع ضوئِها)
أوّاهُ يا زلاّفُ ليتكِ تعلمينَ
بما جَنَتهُ عليّ أنفاسُ الورودِ
وكيف جرّحني العبيرُ
وداسَ قلبي الياسمينْ ..
زلاّف ماذا في يدي
وأمامَ طيبِ شذاه حين همى
تهاوتْ كلُّ أشغفةِ الحصونْ ؟
ألأنني أحببتُ رونقهُ النديَّ
يظنُ صِدْقَ مشاعري عبثاً؟
لأنّ جوارحي لم تشتكِ الأوجاعَ
تحسبني الأزاهرُ صخرةً مرميةً
في قلبِ صحراءٍ تُقلّبها العواصفُ في جنونْ ؟
يا قسوة الأيام ما لكِ تُمعنينَ وتُمعنينْ ؟
كُفّي فإني قد مللتُ الركضَ في درب الضياع ِ
وظهْرَ عمري بالسياط تمزقينْ ..
ألأنني كنتُ الوفيّ لهُ يعيّرني بصبري ؟
يا لسخرية الغصونْ ..
إني أحبّهُ رغم ما صنعتْ يداهُ ورغم جرحِ الموج
في بحر الأماني رغم إلحاحِ الشجونْ ..
زلاّف أنتِ صديقتي
ولكمْ شكوتُ إلى نخيلكِ وهو يسمعني
مرارة َ ظِلّ أشجارٍ مزيّفةٍ تخادعني وتسرقُ
من خيالي رونقَ الأحلام ِ
حتّى رفَّ في الآفاقِ ضوءٌ
شدّني وبكيتُ بين يدي شعاعهِ
واستعدتُ طفولتي الخضراءَ
وانفجرتْ بذاكرتي ملايينُ العيون ِ
سقتْ أحاسيسَ التلالِ وغرّدَ السهلُ الحزينْ ..
زلاّف ليتك تشعرين بنزف قلبي
بل أظنّكِ تشعرينْ
مدّي إليّ كثيبكَ الموجوعَ يستلقي على ألمي
يشاركني الأنينْ
لا تدفني صوتَ النحيبِ
دعي الرمالَ تنُحْ
فإنّ مزارعي تخشى بأني قد فقدتُ أعزّ ما منحتهُ لي كفُّ السنينْ ..
أنا لا أصدّق ما جرى
أأعودُ للأوهام تأكلني وتمضغني الظنون ؟
زلاّف لو تتكلمينْ
كي تـُـفهمي المطرَ الخجولَ بأنني
ما صرتُ حيَّ الأرض إلاّ
بعد أن غمرتْ سهولَ العمر طـيْـبتُهُ
فصارَ العشبُ ينبتُ فوق جفن البوح
واخضرّتْ أهازيجُ الحنينْ ..
زلاّف هذي قصّتي فاستعطفيهِ
لعلّه يصغي إليكِ فإنني
من دونه دربٌ كئيبٌ شاحبُ الخطواتِ مكسورُ اليقين..
___________________________
زلاّف : صحراء رملية في جنوب ليبيا