|
عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ |
بما مضى أم لأمرٍ فيه تجديدُ |
(أبو الطيب المتنبي) |
يا شاعر السيف والقرطاس إن بنا |
دعني أجيبك ما للعيد تسألهُ |
بأي حالٍ أتى هل فيه تجديدُ |
بكل ما ألحقت أيدي الدمـــــــــارُ بنا |
بكل فاجعــــــــةٍ قتلٌ وتشريدُ |
لم تبقَ مهلِكةٌ إلا سقتْ وطنـــــــي |
كأس الهوان وأغتيل الصناديدُ |
شعبٌ يُباد وأرضٌ تُستباح ومــــــــن |
خلف الشتيــتين أفّاقٌ وعربيدُ |
أعارنا جُبـــــنَهُ العبريّ ثم مضـــــــى |
يدُكنا غضبٌ يُدعــــى عناقيدُ |
فهـــــبّ قادتُنــــا للـــــــرد حينئــــذٍ |
لكن ردّهـــــــمُ شجبٌ وتنديدُ |
شريعة الغاب حقّ النقض يحكمـــها |
نقضٌ يسودُ ولم يدعمهُ تأييدُ |
تنعي طرابلس بغداداً وقد ركعــــــت |
يا للشموخ الذي يغتالهُ الكيدُ |
وفي دمشق صدى الجولان نسمعهُ |
وفيه من شجن الخرطوم ترديدُ |
وفي الجــــــــزائر فوضى لا نظير لها |
تبـــــرأ الدين منها والتقـــــاليدُ |
يا وصمة العار في عصر الفضاء قضت |
ذبح النساء ولم يُستثنَ مولودُ |
إني ترفّقتُ بل أشفقتُ مخــــــــتزلاً |
فلا يعـــوزُ عذاب الكـــلم تأكيدُ |
عُذراً أبا الطيب البيضاء صفحـــــتهُ |
هل للجراح التي أسلفتُ تضميدُ ؟ |
وهل يــــذوق الكرى جفنٌ تؤرقـــــهُ |
نـــــار الجـــــوى ومعاناةٌ وتهديدُ |
كيف السبيلَ إلى توحيد أمتــــــــنا |
وكلّ جامحةٍ في جيدها قيــــــدُ |
يا هجعة الكهف طالت ليس يوقظها |
هذا الهتافُ ولا تلك الاناشــــيدُ |
ذابت على شفة الأعياد فرحتــــــنا |
وحال دون صفاء العيش تعقيدُ |
(طائر الاشجان) |
|