قلتُ : لم لا يُخاطبني إلا بلغةِ الحمامات، مع أنيّ أتقنُ إلى جانبِ الهديلِ لغات؟!
قالوا: لأنه أحبكِ !
وقالوا : دعي حُبُّكِ يطيرُ كعُصفورٍ إلى مَنْ تُحبّين، ولا تحبسيه بقفصِ الكبرياء!
قلتُ: علّموني، كيف أُجنّبهُ التيه، حين يسافر، كيف أجنّبه العناء !!!
صديقي أيها القمر؛
معك أكثر، أعيش أسمى علاقة ! فكل العلاقات لها أمدٌ ، ومعكَ، تُلغى أسباب البُعد، وكل ما يهدر الدمع الحزين!
أنتَ يا قمري ، مَن لا يمل رفقتي ، وحدكَ الذي يحتملُ هدوئي، ويحتوي ثورتي ! ومن غيرك يفهمني حقاً ، يُدركني بحراً ، وحدكَ من وصلَ إليه ولامسَ أعماقه !
فهل لي أن أبوح لكَ يا قمري، أم أكتمُ عنكَ لكي لا تحزن ... عن ذلك الحدث أو عن تفاصيل ذاك الحوار ؟؟؟ !
أتقولُ هاتِ ... ؟؟؟؟ !
أعلمُ أنكَ تسمعني في كل حالٍ .... لكني أخشى عليكَ أن تُرهقَ مثلي، يا وحيدي في قسوة المشوار ! مع أني لا أملكُ إلا أن أبوحَ:
بالأمس، سألته؛ متى سيطرقُ يا قلبي الهوى بابكَ، وتنسى الحزن، لعلَّ في الحبِّ إسعادك؟؟!
تردّدَ خجِلا وأجاب؛ لِمَ لا ...؟ إنّ ذلك قد يكون ... فقط ... ؟! حين يسكنُكِ الأمان ، وللزمانِ تسكنين ! أنا لا أرجوا منكِ يأساً ... غيرَ أني واثقٌ ، أنهُ ليسَ بآت، ذلك الحب الذي تنشدين !!!
قلتُ ، والحزن يعصرني:
لكن لِمَ ؟!
قال؛
لأن ذلكَ الحب، مع روميو وقيس قد عَبَر ... والثبات على الحب، معهما قد مات واندثر !!! ولا تُخبريني أيتها الحالمة، عن الحنين الذي تحملين ، فذلك لن يُجدي ؟! واِنْ كان بحجم البحر ، أو ببعد السماء ...!!!
فعاشق اليوم، يغرقُ بشبرِ حبّ من سواكِ ، أو يبيع الحب بلحظةٍ، حين يقضي الأمر عنده بغض النظر عن مقابل!!! وان لم تصدّقي ، انظري حولكِ ... ألم ترين؟!
ونظرتُ ، يا قمرُ من حولي ، وبلا أمر منيّ ، أومأ له بالإيجابِ رأسي ؛ أنْ نعم !!! كما تقول ... يا قلبُ ... ويا لََحسرتي !!!
بعدها، فوراً .... سقطتْ ... أمنيتي ... ميتةً ... في جوفِ دمعتي !!!