....
.......
مررت بها , عجوز حزينة تلعن زمانها ..
تبكي على شبابها
وتسخط على غدر الحياة ..
فبادرتها :
يا زهرةً جفَّ الرَّحيقُ بثغرها هل تُخْبريني كيفَ ضاعَ شذاكِ ألْفيتُها و العمرُ يمضي خلسةً تبكي , فمَنْ باللهِ قدْ أبكاكِ قالتْ و دمعُ العينِ في أحداقِها : ذهبَ الزمانُ برونقي الفتَّاكِ و بنضرتي و حريرِ ملمسِ راحتي فتجعَّدتْ و تكاثرتْ أشواكي و سرى المشيبُ على مفارقِ هامتي فإذا خيوطُ القَزِّ كالأسلاكِ و خبا جمالُ الجُلَّنارِ بوجنتي جفَّ الرضابُ بنكْهةِ المسواكِ و تعفَّنتْ ريحُ الطيوبِ على يدي و تقطَّعتْ أغصانُ دوحِ أراكي و احدودبَ المتنُ الذي غنَّى له الشُّــ ــعراءُ مِنْ باكٍ و مِنْ مُتباكِ و اسَّاقطتْ أسنانُ ثغري بعدما حذَّرْتُها : لا تسقطي , إياكِ لكنها سقطتْ مُخَلِّفةً فمي كرواقِ كهفٍ همُّهُ إنهاكي ماذا أقولُ وبعضُ بعضي قد مضى و الموتُ مُنتظِرٌ على شُبَّاكي أحْزنتني , قُلتُ اسمعي يا أُمَّنا هذي الحياةُ و دورةُ الأفلاكِ مَنْ قدْ رآهُ الموتُ جَزَّ شبابَهُ فإذا يُعَمَّرُ فهْوَ في الإدراكِ لنْ يُتركَ الإنسانُ فيها خالداً لا تجزعي أسفاً على دُنياكِ بلْ فاصْبري , وعلى الإلهِ توكَّلي فهْوَ الرحيمُ بخلقِهِ , مَولاكِ