المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وعدت أخي أنس أن أكتب باقة ورد للأخ الصديق العريس طارق ,
وبدأت فعلا بذلك وكتبت بيتين لحد الآن :
|
بلِّغْ عَريساً تَحيّاتِ المُحبِّينا |
|
|
وَرداً وآساً ورَيحاناً ونِسرينا |
في ليلةٍ رَقَصتْ فيها القُلوبُ هَوىً |
|
|
وصارَ حاضرُنا عُرساً لِماضينا |
|
|
ومازلت أبحث عن أوراد جميلة لأضمها لهذه الباقة , لكنني حضرت اليوم لولعي
بالحوارات النحوية واستأذن من أخي أنس لأفتح شرفة للنقاش حول ما تفضل به
الأخ الشاعر الكبير علي المعشي بخصوص :
"و ما أراكَ سـوى للحُـبِّ مدرسـةً "
وهنا جاء في هذا الشطر استثناء , وفي الإستثناء يجوز أن يكون المستثنى جملة أو شبه جملة :
" لست عليهم بمسيطرٍ إلاّ من تولّى وكفرَ فيعذبهُ اللهُ "
والشاهد هنا في جملة (من تولّى )
" لا حول ولا قوة إلاّ بالله ِ "
والشاهد هنا شبه الجملة ( باللهِ )
وعلى هذا السياق يمكن القول :
لا أنشرُ إلاّ ( أو سوى ) بالواحةِ
لا ألتقيك يا عليُّ إلاّ (أو سوى ) في الواحةِ
لا أريدُك إلاّ ( أو سوى ) للنائباتِ
ويمكن أيضاً إكمال أي من الجمل أعلاه بإضافة توضح المعنى :
مثلا : لا أنشر سوى بالواحة شعراً
لا أريدك سوى للنائباتِ عوناً
ومن هذا أرى وجهين للإعراب في الشطر مدار الجدل :
الوجه الأول :
"و ما أراكَ سـوى للحُـبِّ مدرسـةً "
للحبِّ : شبه جملة في محل جر مضاف إليه مستثنى
مدرسةً : منصوب على البدلية لـ ( سوى ) المفعول به الثاني للفعل ( أرى )
"و ما أراكَ سـوى للحُـبِّ مدرسـةٌ "
للحبِّ : شبه الجملة في محل رفع خبر مقدم
مدرسةٌ : مبتدأ مرفوع مؤخر لكونه نكرة
وجملة ( للحبِّ مدرسةٌ ) : في محل جر مضاف إليه مستثنى.
.............................................
أما وجهة النظر الأخرى فهي في بناء الجملة :
وما أراك مدرسةً سوى للحبِّ ( وهذا ما يريد قصده الأخ أنس )
وتكون ( مدرسةً ) مفعولا به ثان للفعل ( أرى ) مؤخرا جوازا.
أما ( الإعتراض ) بين متضايفين فلم يرد بين أداة الإستثناء والمستثنى
حيث يفترض ترابطهما ولهذا كان للجملة أو شبه الجملة بعد أداة الإستثناء محل من الإعراب.
ويبقى هذا رأيا ليس إلاّ ... يحتمل الخطأ , ويحتمل الصواب.
وتقبلوا جميعا تحياتي