بسـم اللـه الرحمن الرحيم
أحبّتي بواحـة المحبّة والعطاء ..
قررتُ السفرَ إلى قبيلـةِ بني عامر، للقـاءِ شيخهمْ الذي حكمَ ورجالَه على قيس بن الملوّح بإبعاده عن ليلاه ..وقدْ يُكتَبُ لنا أثناءَ سفرنا لقاءُ قيسٍ الذي هامَ على وجهـهِ منذُ حرموه من حبيبتـه، لنسمعَ منه ويسمعَ منّا..وأحببتُ أن ترافقوني في رحلتي هاته، فقدْ ألقى نفسَ المصير الذي لقيه قيس حينَ باحَ بحبّه شعراً .. خصوصاً وأنا أحملُ بينَ جوانحي عشقاً عفيفاً يقتاتُ منّي كما أقتاتُ منه في كل تفاصيلِ خطوي، ونحنُ حينَ نكون معاً، لن يقربَنا الخوفُ ولا الحزن، وسأدخل قبيلتي وأنا مطمئنّة، قبيلة بني عامرٍ التي هربتُ منها ليلةَ زواجِ ليلى من ورد، حزناً عليها وعلى قيسها- وهربتُ حينَ ذاعَ شعري ونثري عمّن أحببتُ.. بين القبائـل، فأهدروا دمي أنا الأخرى ..
أدعوكمْ أحبّتي للسفرِ معي شعراً ونثراً .. هل نبدأ الرحلـة ؟؟؟؟ على بركـة اللـه ..
لاتخشوا القيظَ وحرّ الهجير، فلقدْ أحضرتُ معي قوافلَ ماءٍ وزادٍ تكفينا الرحلـة كلها، وإنْ نضب الماء، لابأسَ أن نحلَّ ضيوفاً على قبيلةٍ من القبائـل المضيافـة ..
وتمضي قافلـتنا على بركة اللـه، والأملُ يحدوها ويحدونا في الوصولِ إلى قبيلـة بني عامر ..أو لقاء قيس بن الملوّح..بعد يوم أو يومين .. شهر أو شهرين ..
تعبتمْ مثلي أليس كذلك ؟؟؟ لنسترحْ قليلاً إذاً، ولتتسترحْ قوافلنا وجمالنا المتعبة ..
هنـا سأجلـس قليلاً قربَ راحلتي ..وسأغنّي أبياتي على لحنِ الشمس المتعبـة:
يا قيسُ ! أغنيتي بالقلبِ أُخفيها
سِــرّاً ألَحّنُهــا، همْســاً أُغنّيهـا
ما عدتُ أكتـــمُ أشواقــاً تقتِّلُنــي
اَلْقلبُ يحبسُها والدمــعُ يحكيهـا
أمضي إليكَ، وشوقي زادُ قافلتي
والقلبُ حارِسُها دوْماً وحَاديهــا
أمضي إليكَ وطيفُ الخوفِ يتبعني
والخَطْوُ مُنشطِرٌ، يزدادُ بي تِيهـا
أدري بأنَّ مصيري في قبيلتـنـا
موتٌ، لأنَّ قصيدي سوفَ يُشقيها
مُذْ أحرَقَتْ صحفَ العشقِ العفيفِ وَمَا
باحتْ بهِ المُهَجُ الكلْمَى مآقيهـا
مُذْ أهدرَتْ قصصَ العشّاقِ عامدةً
فالحبُّ كـانَ لها عـاراً وتشوِيهــا
لـولاكَ مَا عُرِفَـــتْ يوماً قبيلتُنـا
لـولاكَ ماخَلَــدتْ حُبّـــاً قوافيهـا
وهاهي الشمسُ أيضا تستعدُّ للرّقـاد، تتثاءبُ فيتثاءبُ رقادي ..فهلاَّ حملتِ، يا شمسُ، قصيدتي بأهدابكِ إلى قيس ليلـى ؟؟؟
يا إلهي ! هجعَ الجميع، ونسيتُ نفسي حتّى أطلّ عليّ القمرُ مرتدياً عباءَتهُ البيضاء ..
سأدخل خيمتي التي نصبتُها منذ قليل، كيْ أطفئَ الشموعَ ..ثمّ أعود للقمرِ الساهر كيْ نسهرَ معاً .. فبيننا حديثٌ سيطولُ حتّى تستيقظَ الشمسُ فجراً ..
لاتغبْ عنّي ياقمراً صارَ لي أُنْساً وصديقاً ورفيقَ درب، بلْ توأمَ روح ..
كيْ نبدأ حديثنا حتّى ينهضَ الفجر ..والأحبّـة ...
........... يُتبَـع بإذن اللـه......
--------------------------
كلّ امتناني للحبيبة سحر الليالي وبحتري واحتـنا وعادل، فبهم بدأَ الخطـو، ومعهم رشفنا جميعاً عطرَ الأسفار عبر اللوحات والكلمـة والمودة ..