|
قلبي هُناكَ ومُهْجَتي الحَرّى |
وأنا هُنا ؛ لا قلْبَ لا فِكْرا |
قلبي هنالِكَ باتَ مُرْتَهَناً |
وحشيشتي؛ الأحلامُ والذِّكْرى |
قلبي على أبوابِها دَنِفٌ |
يَتَجَرَّعُ الأحزانَ والكَدْرا |
يجْثو على الأعْتابِ يلْثِمُها |
ويُعَفِّرُ الجَنَباتِ والصَّدْرا |
يقتاتُ بالآلامِ .. يَنْزِفُها |
ويُلَمْلِمُ الخُذْلانَ والقَهْرا |
|
قلبي هُناكَ يرِفُّ مُكْتَئباً |
لا ليلَ ترْتَعُ فيهِ أنْجُمُهُ |
ولا الصَّباحُ يُهَدْهِدُ الزَّهْرا |
جَفَّتْ عروقُ الياسَمينِ ضُحىً |
لا خَفْقَ في الأغْصانِ ، لا عِطْرا |
قد رُوِّعَ العُصْفورُ فارْتَعَشَتْ |
ألْحانُهُ .. واستعْذَبَ الهَجْرا |
وذَوى الجَمالُ ، وكانَ مَبْسِمُهُ |
فيها يُوَشْوِشُ نَهْرَها الثَّرّا |
أينَ الروابي الخُضْرُ مشرقةٌ ؟ |
كَتَبَ الرّبيعُ بِحُسْنِها الشِّعْرا |
أينَ السّنونو ..أيْنَ زَقْزَقَةٌ |
تَنْثالُ في أجْوائها سِحْرا ؟ |
أينَ الخَمائلُ ؟ أينَ بَهْجَتُها ؟ |
عَبَثَتْ بِها أيدي الرّدى فَجْرا |
عَصَفَ الخريفُ بِحُسْنِها فَذَوى |
ومَشى يَدوسُ المنْهَلَ البِكْرا |
|
لَهْفي على الإسلامِ في بَلَدٍ |
لَهْفي على الإسلامِ يَسْحَقُهُ |
حِقْدٌ ، تُؤَجِّجُ ريحُهُ الشَّرّا |
دَرَجَ المَنونُ بأرضِهِ سَحَراً |
وأدارَ فيها البُؤْسَ والضَّرّا |
|
يا قلْبُ لا تهْتِفْ بِمُعْتَصِمٍ |
أزْرى بهِ يومَ اللِّقا تَرَفٌ |
ورأى السّلامَةَ فيهِ فازْوَرّا ! |