( 6 )
كيف تكون علاقة الطفل نفسياً بأبطال القصص التي يقرأها أو يسمعها ؟
إن الطفل يتعاطف مع شخصيات بعينها يراها في القصة ، شخصيات تستحوذ على مشاعره ، وتشد انتباهه ، وتمتلك إعجابه ، وهي شخصيات لا بد أن يتوفر فيها الإقناع والصدق الموضوعي والفني ، ويحدث لون من " الوحدة " أو " الاندماج " مع هذه الشخصية أو تلك ، ويتخذ الطفل منها قدوةً ومثلاً يُحتذَى ، ويحاول " تقليدها " في أقوالها وحركاتها وسلوكها وسكناتها ، ويتصورها بخياله تصوراً مثالياً . وبهذا الاندماج أو الوحدة مع بطل القصة يؤسس الطفل شخصيته ويبنيها ، بل ويختار ما سيكون . . وهكذا تتطور شخصيته خلال اندماجه واختياراته ، ومن ثم يبدأ في رسم تصوره لمستقبل حياته ، ويخطو خطواته المتسقة نحو النضوج .
ويجب أن نلاحظ ازدواجية الخير والشر في الحياة ، ولا يصح أن نخدع الطفل بأن نجعله يعيش في وهمٍ كاذب ، ومن الأفضل تربوياً أن يعرف اختلاط الخير والشر في الحياة ، لكننا نستطيع بوسائلنا أن نجعله يتخذ موقفاً إيجابياً ، ويندمج مع الشخصيات الخيِّرة ويندمج معها .
( يتبع )