طرقتُ بابها العذري أربعونَ عاماً، حتى أشمَتُّ بيَ حاسدي، فلم تفتح إلى قلبي نوافذَها، ولم يستجيب قلبُها لودي وصدقي! حتى وقفتُ بإصرارٍ على أطلال حلمها، فلم تتمنع! حتى صارت تعاودني، وتبكي قصائدي. دعوتها إلى فجريَ الجديد، فاستيقظت، لتعاون فيّ نزحَ رِكامِ الهمِّ، لنجتاز البلوى بالتقوى..! فغدتْ أكوانُنا تفلح صلاتنا لله بصلاحنا لأرواحنا والفجر كل آن في قلوبنا يتجدد... !
أيا نادرة التكوين؛ احتويني، أنا العاشق الخالد، ومثلُك نادرٌ واجد، والى قلبكِ المسكين مصرٌ على المسير مقاتل لكل حاسدٌ... كيفَ لا، وأنتِ أنتِ رؤيتي وساعدي، وأنا سعيدٌ بهواك. فزيدي، يا عشقاً سماوياً، متجدداً، وأنا لكِ طفلٌ، وخلٌّ، وأمٌ، ووالد!
يا سكناً بعد متاهاتي، وبعضاً من وشوشات التنهد، يا راحةَ أنفاسي حين همتُ إليك كالمشرد!
اجتهدي، وجـدّي، فأني مفاخرٌ بكِ سكانَ السماءِ، وأبرياءَ تُرابي! ... يا درةَ آمالي ومقاصدي؛ تنفسيني واحتملي ضجيجي، وجمّــلي صورتي ومشاهدي. تعالي نبني قربَ النجومِ عشَّنا، لتشرق شمسَ أعراسِنا، ومن ريقِكِ سأشربُ الآمالَ، ومن عينيكِ أترقبها، لأعيش سعادتي وسؤددي.
أيا فاضلةَ النُهى، قابلة، زاهدة، طالبة المحامد.
هل سأسكُنُ أبدا قلبَكِ، فلا برد بعدُ، ولا خوف! أنتِ يا أمانَ عدّتي، يوم أن كثُرَ عليّ عدوي وقلَّ المُساعد ..؟!
يا بهاءَ بلدتي يا قمرَ الفوائد، متيّمٌ أنا بنورِك، فتغافلت أدمعي عن خدودي، وأتعبتني من عدويَ المكائد!
ناديتكِ لندخُلَ جنّتَنا، بحِمى حُبِّنا، وهو يدفعُنا، لنغادر رقودَ مشاعرِنا، وشخيرنا، وتصحرَ أشواقِنا. ناديتك، لأحسّكِ، وأتنفسكِ، وأترقبكِ، وأحتويكِ، وأتأملكِ، وأريدكِ، وابغي وصالَكِ...
حوريتي: أنا إليكِ ويقيني ... لَعائد.
.. أنا إليكِ ويقيني .. لَعائد!