|
شَهِدَ الأصيلُ تشتتاً وغيابا |
|
|
وقسا الزمانُ ففرق الأحبابا |
وغزا البعادُ بكل ألوان الجوى |
|
|
قلبَ المتيمِ فاستطال عذابـا |
ياللمصير ! متى اكتملتُ صبابةًً |
|
|
حتى أرى مُدُنَ الغرامِ خرابا |
ومتى رأيتُ الحبَّ بدراً كاملاً |
|
|
حتى تزيدَ على الضباب سحابا |
بَدَتِ الربوعُ رتيبةً لبعادكم |
|
|
وكأنَّ شمسَ حياتنا قد غابا |
والأصدقاءُ سحابةٌ صيفيةٌ |
|
|
بالحلم تعبثُ جيئةً وذهابا |
عاشرتُهم ، وعلى امتداد براءتي |
|
|
كانوا ذئاباً يخلفون ذئابا |
وَعَهِدْتُهُمْ ، إما صديقاً " زقوةً " |
|
|
أو واعياً .. متزلفاً " نصّابا |
وهم الذين بألف وصفٍ لقبوا |
|
|
فاستمرأوا الأوصاف والألقابا |
وهنالك انصهروا جميعاً في الدجى |
|
|
والنار تنفض عنهمُ الأتعابا |
(فلمَ الوفاءُ) لأمةٍ قد لا ترى (2) |
|
|
مثلَ الجهالةِ والضلالِ صوابا !؟ |
يا شاعرَ الحبِّ الأصيلِ إلى متى |
|
|
تمضي بعزفك صامتاً منسابا |
وتفيضُ عشقاً .. والقصائد ما روتْ |
|
|
قلباً .. تجاوزَ وصفهُ الإطنابا |
وهل الحياةُ سوى فضاءٍ جاهمٍ |
|
|
يُشقي النفوسَ ويقتلُ الألبابا |
مالم يكنْ فيضُ الأديبِ على المدى |
|
|
يجري ، فيملأُ روحها إعجابا |
هبْ لي – بربك – بعضَ عفوٍ، إنني |
|
|
لمّا أزلْ ، لم أدخلِ المحرابا |