|
لا تُغْـدِقي نُصْحـاً عَلَى جَرَمِ |
بِشمـاتَةٍ أوْ تَلْعَبـي بِـدَمي |
إنِّـي بَسَطْتُ يـَدِي بتضحيـةٍ |
بالأهلِ والخـلانِ والرَّحـمِ |
وقَبلتُ لَوْماً في الصِّحـابِ وما |
اسْتَبْدَلْتُ فيك الشُّـحَّ بالكَرمِ |
بضعٌ من السَّنـواتِ زِدْنَ خيا |
لي بهجـةً فسَبَحْتِ في حُلُـمي |
ما ضرَّنـي صبري على وجعي |
ولقـد رَضيتُ بِحاصِل القِسَمِ |
أمِنَ الهناءِ نَبـَى العَنـاءُ بِـما |
الخفقـانُ كـان يثيرُ في النُّوَمِ؟ |
أمْ كنتُ سُلَّـمَ رائِمٍ غَـرضاً |
حتـى إذاما نـال لم يــدُم |
وجَـعٌ يهُزًَُ الْنفـسَّ يؤلِمُنـي |
ليتَ الهوى يسقيكِ من ألَمي! |
"أَهناء"ُ كنْتِ أمِ العنـاءُ نَصِيــبِـي |
في الحيـاة يُمَدُّ من ظُلم؟ |
أمْ كِـذْبَةُ العُمْرِ التـي سبقتْ |
أمْ ذا جزاءُ الزُّهدِ في القلـمِ |
لـي في هـواكِ الْمُرِّ مظلمـةٌ |
إنْ لُمتُ غيرَ النفس لـمْ أَلُمِ |
قـد صُنْتُ إنْ كنتِ التي نَسِيَتْ |
وستذكرينَ يدي وليس فَمي |
يابـدرُ خَبِّرْهـا بِمـا جَلَبَتْ |
للنفسِ ذكرى الهَجْرِ والـَبَرمِ |
دخلتْ دنـا حُلُمي كـزائرةٍ |
صمـاء إذْ رقصت بـلا نغمِ |
قطعتْ عهـوداً حلَّ واثقُهـا |
من لي بصون العهدِ في الذِّممِ؟ |
وعدُ الحسان متى عشقن كطيــف |
في الخيال يموجُ بالقيمِ |
ومتى كـرهْنَ يكدننـا عجبـاً |
فيبعننـا للهـمِّ والسَّقـمِ |
لكنْ يظـلُّ الحبُّ يأْسرُنـا |
فقلـوبنـا قَبَسٌ من الضَّـرمِ |
تهوى تَشوُّقنا لـمن عشقتْ |
وتَميــلُ عنْ مأثورةِ الحِكَمِ |