سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والقاص المبدع محمد سامي البوهي
قصتك الجميلة , الطاولة المستطيلة , عمل فني من الطراز الرفيع , ابتداء من اختيار العنوان اللافت , الى التقنية العالية , في اسلوب القص , شعرت نفسي امام عمل ابداعي , كيف يمكن لك ذلك , كيف يمكن ان تكتب نصا , بهذه الروعة , واعود بالذاكرة , الى كلمات الفنان التشكيلي الرائع , الراحل نعيم اسماعيل اوغلو , قال لنا يوما: لو كان هناك مجموعة من الالوان والاصباغ , وطلبنا من مجموعة من الناس , رسم لوحة , لمشهد ما , فان الكثير منهم , يعبث بالالوان والاصباغ , ويلوثون ايديهم وثيابهم , ثم لايخرجون بشيء , وكثير منهم , يقوم برسم لوحة , وكأن لديهم كاميرات غاية في الدقة , واحيانا من بين هؤلاء جميعا , يوجد شخص واحد , يقوم برسم لوحة , فنقول اننا امام عمل ابداعي , واراك بعملك الابداعي , انك هذا الشخص .
وهكذا فانا لئن توافقت , مع الاديب والناقد سعيد ابو نعسه , عندما علّق على قصة المائدة المستطيلة , بقوله : "كاميرا راصدة لا تترك من تفاصيل الحدث صغيرة و لا كبيرة إلا وصفتها " , وهذا امر صحيح , ولكن يبدو ان الاديب والناقد الاستاذ سعيد ابو نعسة , كان على عجل من امره , عندما مر على العمل , فلم يكمل رأيه تجاه الناحية الابداعية , في النص , وهوالناقد الكبير , وهذا امر يحدث احيانا .
اما الاديب المتذوق , الاستاذ جوتيار تمر , فقد وقف مليا امام المائدة المستطيلة , حتى خال نفسه , احد فرسانها , وفعلا , فقد راح يقرأ المشهد , ويتفاعل مع شخوصه , فقدم لنا مطالعة حاذقة , في رؤيته للشاب الستيني , تدل على غنى جعبته الثقافية والانسانية , واتساع تجربته الحياتية , حتى تمنيت لو كان لي كرسي , الى جواره , في تلك الجلسة الادبية .
ولعل الجلسة كانت اكثر القا , والعمل اكثر ابداعا , لو تحققت امنية الاديبة القاصة الكبيرة صابرين الصباغ , فكان لها كرسي , في تلك الطاولة المستطيلة , وهي التي بحسها الادبي الراقي , شعرت نفسها , كأنها من فرسان الطاولة المستطيلة .
لقد نجحت ايها الاديب القاص , بعملك الابداعي الجميل : " فرسان الطاولة المستطيلة" , ان تحفّز لدينا الذائقة الادبية , ونقر لك بانك قاص متمكن .
اخوكم
السمان