|
كونوا مساكين أو عيشوا مساجينا |
يامن رضيم حياة القهر والهونا |
وآمنوا أن خير العيش ما فتئت |
صروفه تجعل النحرير مأفونا |
وإن رجوتم صلاح البال ، فلتثقوا |
بمستبد رآه الوهم مأمونا |
ولا تصيخوا إلى حق يهيب بكم : |
أن اتبعونيَ ، وارموا الذل آبينا |
ما أوسع الذل غايات ومنطلقا |
إذا غدا العيش زقوما وغسلينا |
والخزي – مرتَكَزا- تحلو الحياة به |
إن حطمت في حنايا الأنفس الدينا |
وما ألذ ليالينا وأطيبها |
إذا غوينا ، وصاحبنا الشياطينا |
العيش ليس سوى خبز ومشربة |
وملبس عن أذى الدنيا يوارينا |
ومسكن ربما صارت حوائطه |
مقابرا من زحام الكون تؤوينا |
فألحقوا العقل بالأجداث ، وانصرفوا |
إلى نعيم الردى زمنى مجانينا |
كم عاش من مالأ الطغيان في رغد |
وعاد من ناوأ الطغيان مفتونا |
صيروا لمن يعتلي الكرسي أغنية |
واشدوا له بالثنا الميمون راضينا |
وطوقوه بتهليل وتصدية |
وحاذروا أن يرى إلا الملايينا |
وعطروا بخطاه الأفق في فرح |
وباركوا بهداه النجم والنونا |
وأطلقوا حوله بشرا مباخركم |
ورقرقوا مدحكم فيه أفانينا |
وإن بغى فخذوا من بغيه سبلا |
إلى النجاة عصاة أو مجيبينا |
فالفوز في نظرة منه توحدكم |
ولوأبى منكمُ بعض الملبينا |
ولا تكونوا لصوت العدل رجع صدى |
حتى ولو مزق الصوت الشرايينا |
فما ارتجى العدل أن يأوي لنبضكمُ |
إلا انزوى في ضلوع الصمت مسجونا |
وما تدفق صبحا في عروقكمُ |
إلا أتاه الضحى غسلا وتكفينا |
وشيعته الدنا ، والشمس ذاهلة |
والكون يهذي : " أصار العدل مدفونا "؟ |
وكيف ؟ والكون مشدود الوثاق |
به وإن يغيرْ أولو البغي القوانينا ؟ |
واراه خوف خفي في سرائركم |
يبدي لنور الهدى إبليس ملعونا |
كأنما العدل سقط ملكم رحما |
فانسل ينشد في مأواه جبرينا |
وارتد أمنيَّة حيرى معذبة |
دفينة الصمت تهتاج النبيينا |
أنينها الهادر الموار زمجرة |
غضبى تزلزل نجواها الأحايينا |
وهمسها الذاهل الأسيان أغنية |
لهفى تَرَقَّب أن تلقى الأفانينا |
تهفو إلى أفق بالحق مغتبط |
لا يعرف القيد ، أو يستصحب الدونا |